Rocambole
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
Genre-genre
وقد قالت هذا القول بصوت يتهدج من الغضب.
أما أبوها فإنه ضحك ضحكا عاليا وقال: أمن أجل هذا اختصمتما؟
فتأثرت الفتاة لضحكه وقالت: يظهر أنك لم تصدقني يا أبي.
وكان أبوها من مشاهير أهل الدعارة في عهد صباه، فقال لها: بل إني واثق من صدقك فيما تقولين، ولكن هذا يدل على أن لوسيان ابن أبيه؛ أي ابن أخي. - إني لم أفهم ما تريد. - أريد أن لوسيان يحبك حبا مقدسا لا شك فيه، ولكنه أراد أن يتلهى بمغازلة تلك الفتاة إلى أن يتم قريبها صنع نعل فرسه.
ثم قهقه ضاحكا وقال: لعل تلك الفتاة جميلة؟
فاصفر وجه أورور من الغضب، وبلغت منها الحدة أنها مزقت قفازها بأسنانها.
أما أبوها فإنه لم يكترث لغضبها وقال لها: وماذا عليك من مغازلته لتلك القروية؟ فإنه في مقتبل العمر ولا بد له من الاندفاع في تيار الشباب، حتى إذا تم عقد القران بينكما انصرف عن هذه السفاسف ومنح تلك الفتاة هبة تعينها على الزواج.
فأنفت أورور من سماع هذه الكلمات البذيئة المعاني، السافلة المبدأ، وخرجت من غرفة أبيها مغضبة، وظواهر الأنفة والاشمئزاز بادية بين عينيها، فدخلت إلى حجرتها وكتبت رسالة إلى والدة لوسيان وأرسلتها مع أحد الخدم، ثم تعشت وحدها.
ولم تكن أورور تحترم أباها فزادها كلامه الأخير احتقارا له، وكانت تعلم أنه جرى شوطا بعيدا أيام صباه في ميادين الدعارة والفساد.
وكانت قد سمعت مرة من امرأة عمها كلاما دعا إلى انقطاع الزيارات بينها وبين أبيها، فكانت تقول في نفسها: لا بد أن يكون أبي قد ارتكب ذنوبا لا تزال تتمثل في ضميره إلى الآن.
Halaman tidak diketahui