142

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Genre-genre

فإنه قبل أن يصل الدليل إلى ذلك الفلاح، سار إلى وسط الحلقة وقال للدليل بلهجة السيادة: إنك أيها الرجل في خدمتي وقد وجبت عليك طاعتي، فاحذر أن تمس هذا الرجل بسوء.

فصاحت الفتاة والفارسان صيحة دهش.

أما لوسيان فإنه اقترب من ابنة عمه دون أن يتدانى إلى النظر إلى الرجلين وقال لها: أسألك العفو يا ابنة عمي، فقد دعتني ثلاثة أمور إلى فعل ما فعلت؛ أحدها أنهم أمروا دليل الصيد وهو في خدمتي أن يعمل عملا وحشيا لا يحتمل ارتكابه في هذا العصر الذي نحن فيه، والثاني أن هذه الكلاب كلابي وبالتالي فإن الأيل التي تطارده كلابي ملكي ، فإذا أهين أحد بسببه فأنا الذي أهان دون سواي.

فاتقدت عينا الفتاة ببارق من الغضب، ولكنها ابتسمت ابتسام المتهكم وقالت له: قد سمعت السببين يا ابن عمي العزيز، فهل لك أن تقول الثالث؟

فأجابها بملء السكينة: إني متى ذكرت لك السبب الثالث أصبحت من رأيي، وهذا السبب هو أن هذا الفلاح الذي تريدين عقابه إنما قتل الأيل في حقله؛ أي في بيته، ومن يحق له أن يعارض رجلا في منزله؟!

فقال هكتور دي بوليو وهو أحد الفارسين: يظهر يا سيدتي الكونتس أنك لم تعرفي ابن عمك بعد. - لقد عرفته الآن حق العرفان. - إنه فيلسوف من أصدقاء الشعب، ومن خير تلامذة جان جاك روسو وفولتير.

فالتفت لوسيان إلى هذا الرجل وقال له: إني لا أسمح أن أستاء من ممازحتك يا سيدي البارون؛ لأنك ضيفي وضيف أمي، ولكني أقول لك إن هذا الفلاح إذا كان قد أخطأ، فإن معاقبته على ما اقترحه صديقنا الشفالييه تعد جريمة، ومن منا يرضى لنفسه أن يكون من أهل الجرائم؟

أما الفلاح فإنه حين تدخل لوسيان في أمره ذهبت جرأته وسالت الدموع من عينيه، فنظر إلى لوسيان نظرة ملؤها الشكر والامتنان وقال له: أسألك المعذرة يا سيدي، على أني لو علمت أن الصيد صيدك لما أقدمت على قتل الأيل ولو أفسد كل زرعي.

فقال له لوسيان: لا بأس عليك فاذهب في شأنك، وإذا أتلفت كلابي بعد الآن شيئا من زرعك فأخبرني أعوض عليك ما أتلفته.

أما مدموازيل أورور فإنها التفتت إلى الفارسين بينما كان الفلاح يسير إلى منزله، وقد اصفر وجهها من الغضب فقالت لهما: ألا تريان أن ابن عمي قد أهانكما إهانة عظيمة؟

Halaman tidak diketahui