130

============================================================

ان البشر ثمرة العالم الاعلي الشريف النوراني ، فمن اجل ذلك جاء الانبياء عليهم السلام بانذارهم ليتزودوا من دار الفناء الي دار البقاء، ومن الدنيا الي دار المعاد ، لأنهم علموا ان الدنيا ليست بدار ، ولاهم ايضا ثمرة هذا العالم ، هذا قوله.

ونقول: ان الصادان مما صادقان قيما قال كل منهما من جهة، وغبر صادقين من جهة اخري ، فالوجه الذي يه هما صادقان ، ان كلا منهما قد قال في البشر ما هو له ، والوجه الذي به مما غير صادقين بنفيهما له ما هو له من كونه ثمرة العالمين جميعا ، وذلك ان البشر منبعث من بين العالمين، وله من هذا العالم الكمال الأول ، ومن ذلك العالم الكمال الثاني ، فنهاية العالم الطبيعي ان يعطي موجوداته الكمال الاول ، الذي هو اخراج الصورة الجسدانية بواسطة الأجساد الدائرة ، والكواكب النيرة ، والاسباب القريبة علي الهيئة التي بها يقبل ما له ، واتي له ان يقبل وهو ثمرته التي ليس وراءها شيء يكاد يكون ، ونهاية ذلك العالم ان يعطي ما قيل من موجودات عالم الطييعة الكمال الثاني ، وهو الافاضة علي الصورة(2) الروحاتية التي مي الشيء المتهيء الطبيعي ، ما به تتجوهر ، وتبفي من معرفة توحيد الله تعالي (3) بواسطة الحدود كلهم ، سلام الله عليهم ، وطاعتهم بالعبادتين علما وعملا ، وهو ثمرته ، يصحح ما قلناه في ذلك قول مولانا امير المؤمنين المعز لدين الله معد بن اسماعيل صلوات الله عليه في كتاب (تأيل الشريعة) ان الانسان هو غرض الثاني ونهاية فعل الطبيعة .

الفصل الثاني من الباب الخامس وقول صاحب النصرة واحتجاجه بان البشر لو كان ثمرة هذا العالم، (1) سقطت في لستة ب.

(2) سقطت في سخة (ا) .

Halaman 130