111

============================================================

الفصل الثامن من الياب الثاني قال صاحب النصرة : وأيضا فان العمل جوهر الاحاطة ، وبه يحاط بالاشياء ، وليس هذا حال المتحرك ، اذ المتحرك لا يحاط بالاشياء ، وانما يحتاج الي شيء(1) ساكن في غاية السكون ، فيحيط من سكونه بالاشيام ، فلو كان العقل متحركا ما أحاط بشيء ما ، ولا أحاطت النفس بالاستفادة منه شيء ، فلما وجدناه محبطا بجميع الاشياء ، ولم يغرب شيء وأحاط من أحاط بما ينال ، ويكتسب من انواره وفضائله ، علمنا حينئذ ان العقل في غاية السكون ، ولا يتوهم فيه حركة ، والنفس فانها انما يتحرك لتبلغ الي لباب العقل ، ثم لتسكن حينئذ ، ولا تتحرك لتحيط بالاستفادة منه علي ما تريد الاحاطة به ، وما دامت النفس في الحركة فانها لا تحيط ، ولا تنال القضائل والانوار الي ان تسكن بالاستفادة منه ، ثم حيتئذ تحيط بالأشياء ، والنفس متحركة حركة بقاء تسكن بالاستقادة ممن هو ساكن ، هذا قوله .

ونقول : قد تقدم الكلام علي ان العقل ليس بمتحرك عما يغني عن الطويل وليس ان العقل اذا لم يكن متحركا ، يلزم أن يكوت ساكنا علي ما توجد عليه حال الأجسام (التي لا تخلو (12) ان تكون اما ساكنة او متحركة ، فان وجوده لا كوجود الاجسام التي لا تخلو، و قيما سبق من الكلام كفاية ، ودلالة علي ان الحركة والسكون لا يليقسان به ، والذي اوجب بقوله ان النفس ما دامت في الحركة فانها (1) سقطت في نسخة (أ).

(2) سفط في نسخه(ب) .

س

Halaman 111