============================================================
(تظهر فيه انوار الايمان) متواصلة (على الولاء) فلا يتخلل هذه الانوار ظلمة الاغيار بعد السبق في هذا المضمار بتزكية الاطوار (ثم يعرج) بالبناء للمجهول (به) اي بالقلب والمراد به صاحبه (في محبة الله) اذ محبته هي الجناح الذي يطار به (الى اعلى السماء) بل الى سدرة المنتهى ومرتبة العماء (فتسمع من الغيب بلا ريب بشارة) قوله تعالى (قد أفلح من زكاها) فان الفلاح كل القلاح في هذه التزكية (فاذا سمعت التداء نجوت من الجفاء) اذ من بشره الحق سبحاته انه تزكى وافلح فقد نجا ونجح وحصل له الامان من المكر وجفاء الطرد والبعد (فترى) حينثذ القلب والسمع والبصر كلها (مستغرقة في نور رحمة الله الملك الاكب)، فاذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا، من لدن هذا الملك الاكبر فبه تعقل وتنظر وبه تسمع وتبصر (ولا يزال حبك) لله تعالى (يزداد الى ان يحبك الله ويذكرك كما قال جل شأنه فاذكروني اذكركم) فذكرك اياه سبب ذكره اياك في ملأ خير من ملأ ذكرته فيه ان كان والا ذكرك في نفسه ومن ذكره الله تعالى لا يكاد يشقى (ويكون في شانك) اي ينطبق عليك اذا حكم آية (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فحبك اياه واتباعك رسوله ومن ناب عنه سبب حبه اياك، (فاذا احبك خلصت مما كنت فيه) من درن الذتوب وظلمات الجهل والعيوب (و) قداي حالة كونك قد (استمسكت بالعروة الوثقى) لا انفصام لها (وعند ذلك) الخلاص والاستمساك (بكون الله سمعك الذي تسمع به) فيكون سمعك بالله وعن الله فلا يحجبك عن سماع المغيبات والاصوات النائيات حجاب بعد او خفاء عيب (ويكون سبحانه بصرك الذي تبصر به) وحينئذ تكشف عالم الغيب وترى البعيد بلا ريب (و) يكون (يدك الي تبطش بها) فلا يقف لبطشك شيء من الكائنات ولوالجبال الراسيات (ويكون رجلك التي تمشي بها) فيكون قيد خطوتك الارض تطوي بها الطول والعرض وتلك الصفات تكون لك (في الحياة) اي الحياة الدنيا (وعند الممات) اي في الآخرة فيستمر لك الوجود ولذة هذا الشهود (فتكون) اذن (سالما عن الزلل) فلا تخشى زلة القدم وموجبات الندم (صحيحا من العلل) القلبية والامراض النفسانية (وبعد دفع) تلك (العلل توصلك انوار الهداية الى مقام) القوم المشار اليهم بقوله تعالى (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) وليس فوق هذا المقام مقام (ويفتح لك ابواب القبول) فلا يزعجك عنها قفول (وترقى درجات العسرفان والوصول) فمن عرف وصل ويربه اتصل (فترى مقاما خارجا عن درك العقول) لان مقامات العارفين لا تدرك الا بالذوق السليم والكشف المستقيم والعقل في معزل عن
Halaman 76