فطلابي رجوع ما فات من ... عصر الصبي والشباب عين المحال
وسؤالي رسما محيلا ونؤيا ... عاطلا من تعللات الضلال
فانظر إلى الهر وتنقله، واعجب من تغير كل حال وتبدله، وثق بمن لا يحول ولا يزول ولنرجع إلى أبيات المخدوم في وصف الرسول، جاءت إليه امرأة من الترك، قد نظمت معاني الجمال في سلك.
من الطويل
أبادية الأعراب عني فإنني ... بحاضرة الأتراك نيطت علائقي
واهلك يا نجل العيون فإنني ... جننت بهذا الناظر المتضايق
كان القمر وهبها جماله والغصن منحها لينه واعتداله، وكانت رسولا من حبيبته الحاكمة على مهجته فاجتمعنا في الخلد من غربي دجلة، فأنشدني لنفسه.
من الطويل
كالصبح قد وافى رسولك فانجلى ... ليل الهموم وذاك فال ناطق
فعملت أنك لا محالة زائري ... أبدا رسول الشمس صبح صادق
وهو معنى أبدع فيه غاية الإبداع، وملأ بالصواب فيه خروق الأسماع، فجاء كما ترى كالتبر المسبوك، وصدق: أن ملوك الكلام كلام الملوك، فعجب لحلاوة مقصده، وحسن مودته فأنشدته بديها: من الطويل
تعشقت رب الحسن لما رايته ... عيانا فجاهدت الهوى في سبيله
ومن حجبت عنه محاسن وجهه ... فغايته أن يهتدي برسوله
فجاء غاية في معناها، نهاية في صحة مغزاهما، وقال زهير المصري: من الطويل
رسول الرضى أهلا وسهلا ومرحبا ... حديثك ما أحلاه عندي وأطيبا
أيا محسنا قد جاء من عند محسن ... ويا طيبا أهدى من القول طيبا
ويا حاملا ممن احب رسالة ... عليك سلام الله ما هبت الصبا
وغلامي وان يكن رسولا يشبهه قليلا، وأنا اذكر الشيء عند ذكر مثله، أو ما هو مأخوذ من اصله، فبينا أنا ارسب في الفكر وأعوم، واستدعي السكون والكرى، وكلاهما معدوم، إذا عاد الرائد، فقلت: أين الصلة يا عائد، هل من جابية خبر، أم هل من دلالة على اثر، ابن حقيقة أمرك، ودلني على خبرك، وخبرك، أين الحبيب خبر فعهدك به قريب واشف قلبا قد احسر به الوجيب، وجفنا أقرحه البكاء والنحيب، من الخفيف
من راني قبلت عين رسولي ... ظن أن الرسول جاء بسولى
إنما حين قال أبصرت مأمولك قبلت من رأى مأمولي أن عينًا تأملت ذلك الوجه أحق العيون بالتقبيل قل ولا تكتم فتيلا ولا نقيرا، واعد حديثهم وزده تكريرا، من الطويل
اعد ذكر نعمان اعد أن ذكره ... هو المسك ما كررته يتضوع
فإن قر قلبي فاتهمه وقل له ... بمن أنت بعد العامرية مولع
ولو أن هذا الدمع يجري صبابة ... على غير ليلى قلت دمع مضيع
لقيت أمورا فيك لم الق مثلها ... واعظم منها منك ما أتوقع
فقال: تبعتهن وهن يتمايلن هيفا ولينا، ويتلفن شمالا ويمينا، فتظنهن أغصانا لدانا تقل أقمارا سافرة وظباء عينا من المتقارب
سترن المحاسن إلا العيونا ... كما يشهد المعرك الدار عونا
سللن سيوفا ولاقيننا ... فلا تسال اليوم ماذا لقينا
يمشين على تؤدي وسكون، وقد حبسن الأبصار وتمنطقن بالعيون، وقد أجاد أبو الطيب حيث قال: - من الوافر
وخصر تثبت الأبصار فيه ... كان عليه من حدق نطاقا
وقال القاضي الارجاني: من الكامل
جاءت بقد كالقضيب غدا ... بلواحظ العشاق منتطقا
وبدت وقد أبدت محاسنها ... خمسا تبين عذر من عشقا
ليلا على صبح على قمر ... في غصن بان في كثيب نقا
ونواظرا مخلوقة فتنا ... قطعت على أبصارنا الطرفا
وبينهن سيدة قلبك، وخازنة حبك، وسالبة لبك، وصاحبة هواك. المخامر، وجالبة همك المسامر، وهي تفوقهن جمالا وتهلوهن كمالا، وتفتن دلالا وتسبي العقول ميلا واعتدالا.
البحتري: من الخفيف
أعطيت بسطة على الناس حتى ... هي صنف والحسن في الناس صنف
نعمة الغصن إن تأود عطف ... منه عن هزة تماسك عطف
فلم أزل اقتص آثارهن، وأبلو أخبارهن حتى وصلن دجلة، طما، وزخر وهما ماؤها، وهمر وطغى مدها، وقهر ونهى السيل فيها وأمر، فكان الموج هضاب، أو ابل صعاب، أو قطع سحاب، أو ليل صد واجتناب، والسفن كأنها عقارب، وأذنابها شائلة، وهي على مثل الصرح المذاب جائلة كما قال السري الرفاء الموصلي: من الطويل
1 / 7