Message of Harmony Among Muslims
رسالة الألفة بين المسلمين
Editor
عبد الفتاح أبو غدة
Penerbit
دار البشائر الإسلامية
Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1417 AH
Lokasi Penerbit
حلب
وقولِهِ: ((فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعدُ))(١).
وقولِهِ: ((مَنْ رأى مِن أميرٍهٍ شيئاً يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عليهِ، فإنَّ مَنْ فَارَق الجماعةَ قِيْدَ شِبْر، فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسلامِ مِنْ عُنُقِه))(٢).
= ٣٧:١٣، في كتاب الفتن في (باب كيف الأمرُ إذا لم تكن جماعة).
ولفظُ هذا الحدیث مجموعٌ من حدیثین:
أحدُهما حديثُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عند الترمذي في كتاب الفتن (باب ما جاء في لزوم الجماعة) ٤٦٥:٤، من حديثٍ مرفوع فيه: (( ... عليكم بالجماعة، وإياكم والفُرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعَدُ ... )). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه، وقد رُوي من غير وجهٍ عن عُمرَ عن النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم)).
والثاني: حديثُ ابن عباس رضي الله عنهما، عند الترمذي أيضاً، في الباب نفسه مرفوعاً: ((يَدُ الله مع الجماعة)). ويُروَى: ((يد الله على الجماعة)) قاله المَناوي في ((فيض القدير)) ٤٥٩:٦. وبقيتُه عند مُخرجه الترمذي: ((ومن شَذَّ شَذَّ إلى النار)). قال الترمذي: ((هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرفه في حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه)). انتهى. والحديث في سنده راويان ضعيفان، لكن قال الحافظ ابن حجر: ((له شواهد كثيرة، منها موقوفٌ صحيح)) كما في ((فيض القدير)). قلت: ومنها حديثُ عمر بن الخطاب المرفوعُ السابقُ ذکرُه.
وقال المُناوي: ((ورواه الطبراني بلفظ: يَدُ الله مع الجماعة، والشيطانُ مع من خَالَفَ يَرَكُضُ)). ورجالُه كما قال الهيثمي ثقات)). انتهى.
وورد هذا اللفظ (يد الله على الجماعة) في حديث عرفجة رضي الله عنه أيضاً عند النسائي في ((المجتبى)) ٩٢:٧ في كتاب تحريم الدم (قتل من فارق الجماعة)، وسنده لا بأس به، وأصل الحديث عند مسلم ١٢: ٢٤١ _ ٢٤٢ بدون هذه الزيادة.
(١) تقدم تخريجه في التعليقة السابقة.
(٢) قوله: (قِيْدَ شِبْر) أي قَدْرَ شِبْر، وهي كناية عن معصية السلطان ومحاربته، =
28