فكثيرًا ما تحصل الفتنة بين الرافضة وأهل السنة كما وقع في سنة ٣٩٨ هـ، وسنة ٤٠٦ ١، ٤٤٤هـ ٢ بسبب غلو الشيعة وجرأتهم على إظهار بدعتهم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نلحظ في هذا العصر تسرب الخرافة والغلو إلى قلوب العامة. ففي سنة ٣٨٦ هـ كشف أهل البصرة عن قبر عتيق فإذا هم بميت طري عليه ثيابه وسيفه فظنوه الزبير بن العوام، وانتهى بهم الأمر أن بنوا على قبره مسجدًا وأجروا عليه الأوقاف٣.
وفي سنة ٣٨٩هـ عمد جاهلة السنة إلى إحداث يوم في مقابلة يوم الغدير عند الشيعة وهو يوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجة زاعمين أن النبي ﷺ وأبا بكر ﵁ اختفيا في الغار في هذا اليوم.
يقول الحافظ الذهبي بعد أن نقل هذه القصة: وهذا جهل وغلط فإن أيام الغار إنما كانت بيقين في شهر صفر وأول ربيع الأول ٤.
هذا حال العامة جهل بحقائق الدين والتاريخ، وغلو لم يأذن به الله ﷿ وفي مسائل الاعتقاد الأخرى كان يتجاذب الناس طوائف ثلاث في هذه الفترة:
_________
١ انظر: البداية والنهاية ١١/٣٣٨، ١٢/٦.
٢ انظر: الكامل ٩/٥٩١.
٣ العبر.
٤ العبر ٣/٤٢.
1 / 37