وحقائق الإيمان، وليس هو بالمعصوم. ولكن لم أر في معناه مثله. وقد أمتُحن وأوذي مرات، وحُبس مع شيخه تقي الدين ابن تيميَّة في المرة الأخيرة بالقلعة منفرداً عنه، ولم يُفرج عنه إلا بعد موت الشيخ ابن تيميَّة. وكان في مدة حبسه مشتغلاً بتلاوة القرآن وبالتدبر والتفكر، ففتح عليه من ذلك خير كثير.

وقال القاضي برهان الدين الزرعي: ما تحت أديم السماء أوسع علماً منه. ويقول عنه ابن كثير: وكنت من أصحَب الناس له، وأحب الناس إليه. ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه.

درَّس رحمه الله بالصدريّة، وأُمَّ بالجوزيّة، وكتب بخطه ما لا يوصف كثره، وصنف تصانيف كثيرة جداً في أنواع العلوم وحصل له من الكتب ما لا يحصل لغيره.

تصانيفه :

تهذيب سنن أبي داود، ومراحل السائرين، والوابل الصيب من الكلم الطيب، واجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، والاجتهاد والتقليد، وأعلام الموقعين عن رب العالمين، وإغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، والداء والدواء، وحكم تارك الصلاة، وتحفة المودود في أحكام المولود، وجلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام، والروح، وزاد المعاد في هدي خير العباد، والفوائد، والطرق الحكمية في السياسة الشرعية، وطريق الهجرتين وباب السعادتين، وعدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، والكافية الشافية للانتصار للفرقة الناجية، والفتاوى، وغير ذلك. توفي رحمه الله في ١٣ رجب سنة ٧٥١ هـ.

ومن شعره الذي يمتدح فيه شيخه ((تقي الدين بن تيميّة)). الذي كان سبباً في هدايته:

يا قوم والله العظيم نصيحة من مشفقٍ وأخٍ لكم معوان