Pasir Yang Menyanyi
الرمال المغنية
Genre-genre
ابتسم فجأة. وقال: «أمر غير عادي أن يشعر المرء بالراحة حين يوصف بأنه عينة مرضية. أو بالأحرى، أن يدعى عينة مرضية بتلك النبرات تحديدا.» «أتذكر اليوم الذي أمضيناه في فاريسي حين أمطرت السماء وذهبنا إلى المتحف ورأينا تلك العينات في الزجاجات؟» «أجل، لقد أصبت بالغثيان على الرصيف بالخارج.»
فقالت على الفور: «لقد أصبت بالغثيان حين تناولنا قلوب الأغنام على الغداء لأنك رأيتها وهم يحشونها.»
قال وقد بدأ يضحك: «لالا، يا عزيزتي. لم تكبري يوما واحدا.»
فقالت وهي غارقة في تلك الومضة من الطفولة: «في الواقع، من اللطيف أنه ما زال بوسعك أن تضحك، حتى وإن كان فقط ضحكا مني. أخبرني حين تود متابعة المضي.» «الآن.» «الآن؟ أأنت واثق؟» «واثق جدا. أجد أن لتسميتي عينة مرضية خصائص علاجية مدهشة.»
فقالت بطريقة عملية: «حسنا، في المرة القادمة لا تنتظر حتى تصل إلى حد الاختناق.»
لم يعرف أي الأمرين وجده مطمئنا أكثر: إدراكها أن ما يخالجه كان نوعا من الاختناق أم تقبلها للجنون كأمر واقع.
الفصل الرابع
إن كان جرانت قد تخيل أن رئيسه في العمل سيكون مسرورا، سواء بإمكانية تعافيه المبكر أو بدقته في أمر الصحيفة، فقد كان مخطئا. كان برايس لا يزال غريما له أكثر من كونه زميلا. واحتوى رده على الكثير من التوجيهات التي كانت مطابقة لشخصيته. وبعدما قرأ الرد، فكر جرانت أن برايس هو الوحيد الذي يمكن أن يجمع بين الأمر ونقيضه بنجاح كبير. ففي الفقرة الأولى وبخ جرانت على سلوكه غير المهني بأخذ أي شيء كان موجودا في محيط حالة وفاة مفاجئة وغير مبررة. وفي الفقرة الثانية فوجئ بأن جرانت فكر في إزعاج إدارة كثيرة المشاغل بأمر تافه كأمر الصحيفة المختلسة، لكنه افترض أن انفصال جرانت عن بيئة العمل ساهم بلا شك في افتقاره إلى الحكم الصحيح. ولم تكن توجد فقرة ثالثة.
ما استنتجه جرانت من هذه الورقة المكتبية النحيلة المألوفة كان انطباعا قويا بأنه لم يقدر حق قدره، وإنما اعتبر دخيلا. كان ما قاله الخطاب حقا هو: «لا يمكنني أن أتخيل لم تزعجنا يا ألان جرانت سواء بأمر إبلاغك عن صحتك أو بأمر اهتمامك بعملنا. نحن لسنا مهتمين بالأمر الأول، والأمر الثاني ليس من شأنك.» كان جرانت دخيلا. كان منشقا.
والآن فقط، بعد أن قرأ الخطاب الزاجر وبعد أن أغلق الباب بكل عنف في وجهه، أدرك أن وراء حاجته الواعية لتصويب الأمور مع إدارة الشرطة بشأن الصحيفة المختلسة رغبة في التشبث براكب المقصورة «بي 7». إذ كان خطابه وسيلة للحصول على المعلومات بقدر ما كان اعتذارا من جانبه . لم يعد يوجد أمل في الحصول على معلومات من الصحافة. لم يكن راكب المقصورة «بي 7» يمثل خبرا جديرا بالاهتمام. كل يوم يموت الناس في القطارات. ولا يوجد ما يثير اهتمام الناس في ذلك. وفيما يخص الصحافة كان راكب المقصورة «بي 7» قد مات مرتين، مرة في الحقيقة ومرة باعتباره خبرا جديرا بالاهتمام. لكنه أراد أن يعرف المزيد عن راكب المقصورة «بي 7»، وكان يتمنى من دون إدراك منه أن يحدثه زملاؤه في العمل عن الموضوع.
Halaman tidak diketahui