منذ الطفولة وأنا أحب الرقص بحركات قوية، ترمقني العيون بنظرات استنكار، عضلات البنت لا بد أن تكون ضعيفة، وحركاتها في الرقص رقيقة وديعة، لكن رقص البنات لم يكن يحركني، حركات بطيئة وعضلات مرتخية ورجرجة الشحم فوق البطن والردفين، وذلك اللحن البطيء المليء بالنواح والبكاء.
تركت حلبة الرقص وجلست شاردة، إحساس مفاجئ بالحزن، وأقبلت نحوي ماري وجلست إلى جواري، وتساءلت بدهشة: ماذا يحدث؟
وقلت: الشباب عندنا وخاصة البنات ليس عندهن هذه الحرية.
وزمت شفتيها ثم قالت: ونحن أيضا ليس عندنا حرية؛ فأنا أحب ديفيد، لكن أبي وأمي لا يحبانه؛ لأنه أسود.
وقلت: وماذا ستفعلين؟
قالت: سنتزوج ونسافر إلى بلد آخر، أريد لأطفالي أن يعيشوا في مجتمع أكثر حرية. •••
المسئولة عن الإدارة في الجامعة امرأة عجوز، عيناها زرقاوان غائرتان تحت نظارة بيضاء، لها سلسلة ذهبية تعلقها في أذنيها، نظرتها من تحت العدستين البيضاوين فاحصة حادة، أحسها فوق وجهي كاللسعات، تدقق النظر إلى لون بشرتي السمراء كأنما تقيس درجة السمرة ودرجة ارتفاع الأنف والصدر والبطن.
وقلت لها: لون بشرتي ومقاييس جسمي مسألة شخصية.
وفغرت فاها واهتزت النظارة وسقطت فوق أنفها فأمسكتها بيديها، وصاحت بدهشة: ماذا قلت!
وتركتها تنظر إلي بملء عينيها، ثم وضعت الاستمارة تحت نظارتها وقلت: انظري. هذه هي خانة الاسم، واسم الأب، والجد، والعنوان، والجنسية، وتاريخ الميلاد، والحالة الاجتماعية، والديانة، ولون البشرة والعينين، والطول، والشهادات العلمية السابقة، وشهادة حسن السير والسلوك، وعدم وجود سوابق أو جرائم سياسية أو دخول السجن في أي مرحلة من العمر، وعدد الجوائز التي تم الحصول عليها، والخلو من العاهات.
Halaman tidak diketahui