ورددت بدهشة: ثلاثون ألفا!
وقال: على الأقل. بعضهم يصل إلى ضعف هذا وأكثر.
وسألته: وأنت؟ كم هو دخلك في الشهر؟
ومصمص شفتيه: أنا؟ مهما اشتغلت ليل نهار لا أصل إلى خمسة آلاف أو ستة آلاف.
وقلت بدهشة: أوهوه! أنت غني جدا.
وقال: ستة آلاف في السنة لا شيء، وأنا من الفقراء هنا.
وقلت: فقراء؟ هل في أمريكا فقراء؟
وضحك واهتزت القبعة فوق رأسه، وبأصبع طويل يكسوه شعر كثيف أشار إلى البيوت والشوارع وقال: هذه المدينة كلها يملكها أربعة أشخاص من أصحاب الملايين، وفي البيوت نعيش نحن، وعندي أربعة أولاد وزوجة.
قلت: وزوجتك ألا تعمل؟
وقال: ماذا تعمل؟ ومن يرعى الأولاد؟ وعندي ولد مريض بالدرن الرئوي. إنه يرقد في مصحة جرافلي، في الطرف الآخر من «رالي».
Halaman tidak diketahui