118

Perjalanan Benjamin al-Tutili

رحلة بنيامين التطيلي

Genre-genre

Geografi

بهذا النداء. فيقول له رجال الحاشية: «يا أمير المؤمنين! أشرق بطلعتك على رعيتك الذين توافدوا من الأقطار النائية للاستذراء بظل فضلك!» وعندئذ ينهض الخليفة فيرخى ذيل بردته من مشرفة القصر فيقبل الحجاج على لثمها بكل خشوع. ومن ثم ينادي بهم الحاجب:

«اذهبوا بأمان الله. فإن سيدنا أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام».

فينصرف الناس فرحين بهذه التحية التي يهديها إليهم الحاجب باسم الشخص الذي له في قلوبهم مقام النبي. (*)

وجميع الأمراء من بيت الخلافة معتقلون في قصورهم الخاصة وراء سلاسل الحديد. وعليهم الحراس الموكلون بهم لكي لا يعلنوا العصيان على كبيرهم الخليفة. فقد حدث لأحد أسلافه أن تمرد عليه إخوته وبايعوا لأحدهم بالخلافة. ومن ذلك اليوم جرت العادة بالحجر على أفراد بيت الخلافة كافة لكي لا يتمردوا على سيد البلاد. غير أن كلا من هؤلاء يعيش في قصر أنيق ويمتلك المدن والضياع، تدر عليه المال الوافر، وعليها الوكلاء والأمناء. وهكذا يقضي الأمراء أيامهم بالقصف واللهو (1).

وفي قصر الخلافة من الأبنية ما يحير العقول. ففيه الرخام والأساطين المزوقة بالذهب المزينة بالحجارة النادرة المنقوشة بالريازة البديعة تكسو الحيطان. وفي القصر كنوز وافرة وخزائن طافحة بالذهب والثياب الحرير والجواهر الكريمة.

ومن عادة الخليفة ألا يبارح قصره إلا مرة في العام، في العيد الذي يسميه المسلمون «عيد رمضان» فيحتشد الناس من أقاصي البلاد

Halaman 295