بهجة الأرواح والقلوب، وقد جئت الآن «الخطاب إلى محمد بهجة البيطار» بتبشيري عنه بكل ما يسرني، فيا لها من بشرى، وزدت على ذلك أن جلالته أرسل الأوامر مؤكدة مشددة إلى جماعات الآمرين بالمعروف، في كل مكان، ليقوموا بأعمالهم بلا هوادة، وأوصى الدوائر الحكومية الرسمية من أقصاها إلى أدناها بتقوى الله في أنفسهم وفي أعمالهم، وقرن القول بالفعل، فظهر لذلك أثر محسوس ملموس، فهذه بشرى أخرى.
ثم قال الأستاذ: أنا- تحدثا بنعم الله- أعلم سنن الله تعالى التي هدانا إليها القرآن في أفراد والأمم، والممالك والشعوب، وأعلم أسباب الصعود والهبوط، والدوام والزوال، ومن يطالع المنار والتفسير يعلم ذلك، ثم بين كيف تنطبق هذه السنن الإلهية على الدول والأمم قديمها وحديثها، وهي لا تتخلف أبدا، وللممالك والشعوب آجال كما للأفراد، ولطول حياة الشعوب وسائل وأسباب. وإني لأكتب ما أكتب إلى جلالة الملك بباعث الخوف والرجاء، وأسأل الله تعالى له طول البقاء، ولحكومته دوام الارتقاء، ولو كنت أعتقد أن السكوت يسعني أو أن غيري يكفيني مؤونة هذا النصح لآثرت الصمت.
والذي يزيدني رغبة في القول والعمل، وغيرة على هذه الحكومة، هو كونها حكومة دينية سلفية، تعنى بتطبيق أعمالها على أساس الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف هذه الأمة، فهي تتفق في غايتها مع ما أنشده وأنشره في المنار
Halaman 66