ثم قلت: وعندي أن الرأي المناسب بترك الدخان، هو أن تتفق مع الآباء على منع أولادهم من شربه، ومنعهم إياهم من مخالطة شاربيه، فإن شرب الدخان ليس ضروريا ولا فطريا للإنسان، وشاربوه يدركون ضرره في أجسامهم وعقولهم وأموالهم أكثر من غيرهم، ولكن العادة هي التي سهلت شربهم له، وتمكنت من نفوسهم بطول الزمن. أما أولادهم فليسوا كذلك فلو لوحظوا من قبل المرشدين، والخطباء، والآباء، وذكر لهم ما في التدخين من الضرر والكراهية شرعا وطبعا، لأصبح أولئك الأطفال يكرهونه أشد الكراهية، وينهون عن شربه، ويدعون إلى تركه، وبذاك يبطل شربه أو يخف جدا، ويقل عدد الشاربين له، ويكون لكم بذلك إن شاء الله الأجر العظيم، فأبدى شكره وارتياحه لما قلت، ووعدني بالعمل، وفقه الله وإيانا، لما يحبه ويرضاه.
يوم الأربعاء في 27 جمادى الثانية عام 1338 ه
ثم استأنفنا السير صباح هذا اليوم على بركة الله عز وجل وحسن تيسيره، فأدركنا المساء عند بعض العرب ولم نصادف بحمد الله شيئا.
Halaman 39