247

قال صلى الله عليه وسلم «ألا كل دين ومال ومأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي إلا سدانة البيت وسقاية الحاج».

وحدثوا من طريق آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال في خطبة «الحمد لله الذي صدق وعده ، ونصر جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا إن كل مأثرة في الجاهلية وكل دم ودعوى موضوعة تحت قدمي ، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج».

وقالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أخذ مفتاح البيت يوم فتح مكة من عثمان بن طلحة بن أبي طلحة ، فنزلت الآية ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) [النساء : 58] فاستدعى عثمان ، وأعاد إليه المفتاح ، قائلا له : «خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله سبحانه ، لا ينزعها منكم إلا ظالم» وفي رواية أخرى : «خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا يظلمكموها إلا كافر» وقيل : «إلا ظالم» ولهذا بقي مفتاح البيت في هذا البيت إلى اليوم.

ليس في مكة أعرق منهم ، لأنه لم يبق من صدر الإسلام ملازما مكة بسبب سدانة البيت غيرهم ، ولقد رأيت فتاوى كثير من العلماء في وجوب البر بهم ، مكافأة على هذه الخدمة المقدسة ، التي اختصوا بها بمحكم الذكر من قديم الدهر.

هذا ولقد ذكر السيد خير الدين الزركلي جبل السكارى الذي كنا بصدده وقال : إنهم يسمونه أم السكارى ، وروى عن قاضي الطائف الذي كان يومئذ (سنة 1339) أن على هذا الجبل أسطرا تاريخها سنة (188) قال : فصعدته ، ورأيت كتابات كثيرة ، ولم أر التاريخ الذي ذكره.

قلت : وأنا لم أر كتابة عليها تاريخ ، ولكن يجوز أن تكون على صخر لم يقع نظرنا عليه ، فإن هذا الجبل مغطى بالصخور ، وفيه مقطع حجارة لبناء أهل الطائف ، وليس كل ما يراه الواحد يراه الآخر.

Halaman 283