165

وجاء في «الطبقات» عن السائب بن يزيد أنه صحب سعد بن أبي وقاص من المدينة إلى مكة قال : فما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا حتى رجع.

ثم جاء عن يحيى بن عباد ، عن شعبة أنهم دخلوا على سعد بن أبي وقاص ، فسئل عن شيء فاستعجم ، فقال : إني أخاف أن أحدثكم واحدا فتزيدوا عليه المئة.

وجاء في «الطبقات الكبرى» لابن سعد عن عمرو بن ميمون قال : اختلفت إلى عبد الله بن مسعود سنة ، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يقول فيها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلا أنه حدث ذات يوم بحديث ، فجرى على لسانه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعلاه الكرب ، حتى رأيت العرق ينحدر عن جبهته ، ثم قال : إن شاء الله ، إما فوق ذاك ، وإما قريب من ذاك ، وإما دون ذاك.

فهذا شأن عبد الله بن مسعود في الحديث ، وهو أحد العبادلة الأربعة ، ومن أورع الصحابة ، وأشدهم ملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى ، وذاك كان شأن سعد بن أبي وقاص ، والزبير بن العوام في هذا الأمر ، وهما من العشرة المبشرين بالجنة ، وذلك كان مشرب الإمام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، وهو الذي قيل : إن رسول الله قال فيه : «لو كان نبي بعدي لكان عمر» (1) فكيف ينبغي

[قلت : كما لا يعقل أن يزيد المحدثون شيئا من عند أنفسهم وهم من هم ورعا وخشية وتقوى لأنهم يقعون تحت طائلة هذا الحديث].

Halaman 201