Perjalanan Masa Nubia
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
Genre-genre
يصل موكب العريس إلى بيت العروس في زفة وطبل ومعهم ملابس العروس في حقيبة. أهل العروس منشغلون منذ الصباح في الذبائح وإعداد العشاء، ويستقبلون موكب العريس بالزغاريد. في كورسكو قديما كان العريس أثناء الموكب يتعرض للضرب غير المؤلم من قبل بعض الشبان العزاب على أمل اللحاق بالزواج سريعا، ولكن كان يوجد بعض الناس الذين يحاولون حماية العريس من ضرب العزاب. عند الكنوز يركب العريس جملا ومعه بعض أصدقائه على الجمال أيضا، وكان الأمر كذلك بالنسبة للعليقات في المالكي قديما. يتوجه العريس إلى المضيفة هو والرجال، بينما تتوجه النساء إلى داخل البيت، وفي المضيفة يكتب المأذون العقد، وفي الأغلب يكون خال العروس هو وكيلها لدى الكنوز، وبعد الكتاب - أيضا عند الكنوز - يحاول شخص حاملا صينية خوص كبيرة، عليها تمر وفشار تسمى «الوليلة»، الوصول إلى مكان العريس ليسكب ما فيها عنده، لكن الناس يتخاطفونه، ونادرا ما يفلح في الوصول إلى العريس. بعد ذلك توضع الأقمشة وملابس العروس في الصينية دون إعلان، ولكنها تصبح مجالا للإعلان بصوت عال، ولفرجة النساء حين تصل إلى قاعة العروس.
وبعد الوليلة والعشاء يبدأ الطرب والرقص، ثم يذهب العريس إلى باب غرفة العروس، وحوله من الرجال من يقرءون القصائد الدينية، وأمام الباب يشهر العريس سيفا - غالبا يوجد عدد قليل من السيوف القديمة في القرية تستعار لمثل هذه المناسبة - ويضرب الباب بالسيف ثلاثا، ويدخل ومعه كرباج وسكين. عند الكنوز يصلي العريس ركعتين عند دخوله الغرفة، ثم يمسح على شعر العروس ويخرج، وتأتي الداية لتخطف العروس إلى الداخل، بينما يرشها بعض الحاضرين بقليل من الملح الماء.
وبعد ذلك يجلس الناس مع العريس يسمرون ويغنون وينشدون القصائد إلى أن يغلبهم النوم، وفي الصباح الباكر يتوجه العريس مع وزيره - رفيق أو شاب صغير يقوم بخدمة العريس سبعة أيام - إلى النهر، وطوال الصباح يأتي المهنئون إلى العريس، وبعضهم يحضر وليمة العشاء. وفي المساء تحضر الداية العروس لحجرة العريس، والعروس لا تتكلم حتى يعطيها مبلغا من المال في حدود ثلاثة جنيهات، ولأن الكنوز والعليقات حريصون على ممارسة الختان التقليدي القاسي - المسمى فرعوني وهو منه براء - فإن الجماع صعب، ولا يتم مرة واحدة، بل يكون فض البكارة أولا بمساعدة الداية، وهي عملية شبه جراحية مؤلمة.
يظل العريس عند الكنوز أسبوعا يخرج صباح كل يوم للنهر، بينما تخرج عروسه من غرفة العرس إلى داخل البيت، أما في كورسكو فيخرج العروسان صباحا إلى النهر مع جمع من الأصحاب من الجنسين، ويغسلون وجوههم بماء النهر، ويملأ كل من العريس والعروس فمه بالماء يحاول أن يرش أحدهما الآخر، وإذا أفلحت العروس تصبح نكتة أن الست غلبته! وبعد الأسبوع يمكن أن يمارس أعماله ونشاطه، بينما تظل العروس أربعين يوما قبل أن تتحرك خارج البيت، غالبا بإذن زوجها. في الماضي كان العريس لا ينتقل بعروسه إلى بيته إلا بعد ميلاد الطفل الأول، لكن المدة قصرت كثيرا إلى نحو شهرين، والغالب أن الزوج يكون قد سافر بعد أسبوعين من الزواج، وبالتالي ربما كانت إقامة الزوجة في بيت أهلها أوفق لحين المولود الأول.
ويمكن أن نستخلص من طقوس الزواج بعض الموضوعات الهامة الآتية: (1)
دور خال العروس لدى الكنوز هام؛ لأنه هو الذي ينيخ الجمل الذي قدم عليه العريس إلى بيت العروس ليلة الزفاف، وهو وكيل العروس عند عقد القران، وربما له أدوار أخرى لم نتبينها، فهل هذا هو استعادة تاريخية للماضي، حين كان يأتي العربي بجمله يتزوج إحدى النوبيات اللاتي يرث أبناؤها خالهم، كبقية من نظام الخئولة في النسب الأموي، الذي كان سائدا لدى الكنوز في الماضي؟ (2)
الإلحاح على دور النيل في طقوس ما بعد دخلة العروسان: مشاهدة النهر سبعة صباحيات، غسل الوجه بماء النهر، ألعاب رش الماء. هل هذه بقايا بركة إله النيل عند الفراعنة، يضاف إليها إدراك أهمية النهر، باعتباره مصدر الحياة والخير وسط القفار المحيطة بالنوبة؟ وهل يمكن إضافة بعض المعتقدات الفلكلورية عن الأرواح الخيرية التي تسكن مياه نهر النيل؟ (3)
يلعب اللبن دورا هاما في طقوس دخول العريس إلى غرفة العروس، كأن يشرب قليلا ويعطي رشفة منه للعروس، وكأن يغمس طرف السيف في إناء اللبن قبل الدخول إلى الغرفة، وواضح دور اللبن، فهو التيمن بحياة صافية منجبة للزوجين. (4)
الرقم السحري «سبعة» يلعب دورا عند سكان النوبة، مثلهم في ذلك مثل بقية مصر؛ حيث السبوع يمارس في كثير من المناسبات الحياتية، وعلى سبيل المثال نجد عند مجموعة النوبيين في حالة أنه لم يتم عام على وفاة والد العريس، فإن موكب العريس لا بد أن يتوقف عند سبع بيوت تقرأ أمامها القصائد الدينية، ويوزع كل بيت هدية من تمر وذرة وأحيانا قماش «بفتة» أبيض على المنشدين، وفي مثل هذه الحالة لا يقام رقص وغناء، وإنما يقرأ القرآن وتتلى قصائد من أوراد الطرق الصوفية، وفي حالة أن يكون بيت العريس جوار بيت العروس يتوجه الموكب إلى النهر أو آخر النجع، ثم يتوقف عند سبع بيوت - غالبا يكون عند أهل هذه البيوت علم بذلك حتى يتجهزوا للموقف. (5)
الحماة هي أخت الزوج، بينما أم الزوج أو الزوجة هي «نسيبة»، وعند بعض الشعوب كان زوج البنت يتجنب أم زوجته «حماته» ولا يتكلمان معا إلا من وراء ساتر، لكننا لم نلحظ هذه الظاهرة في النوبة، وكل ما لاحظناه هو الاحترام الشديد تجاه الحما والحماة من قبل العريس والعروس. (6)
Halaman tidak diketahui