Perjalanan Dalam Pemikiran Zaki Najib Mahmoud
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
Genre-genre
منذ ذلك التاريخ بدأ عصر نهضتنا الذي ما زلنا نعيشه حتى يومنا الراهن، دون أن نتجاوزه إلى ما يمكن أن نسميه في تاريخنا «بالعصر الحديث»، غير أن هذه الفترة الطويلة، التي طالت أكثر مما كان ينبغي لها، لم تكن كلها مسطحا واحدا متصلا، بل كانت متدرجة في مستويات ثلاثة كل منها يرتفع على سابقه بدرجة؛ كالعمارة الإسلامية حين كانت تجعل الطابق الثاني من البناء أوسع رقعة بدوره من الطابق الثاني، فبرغم ما بين الطوابق الثلاثة المتعاقبة من استمرارية تجعلها عمارة واحدة، كانت بينها فروق في السعة كل منها أوسع من سابقه.
19
وكان كل مستوى من تلك المستويات الثلاثة في مسار نهضتنا ينتهي بثورة تنقلنا إلى المستوى الأعلى، لكن تلك الثورة كانت تجيء نتيجة لازمة للمخاض الفكري السابق عليها، فثورة عرابي هي نهاية المرحلة الأولى، وثورة 1919م هي نهاية المرحلة الثانية، وثورة 1952م هي نهاية المرحلة الثالثة.
فما هي هذه المستويات الثلاثة؟ وكيف كان مسار نهضتنا منذ بدأت حتى الآن؟! وأين يوضع فكر زكي نجيب محمود في هذا المسار؟!
المستوى الأول
عندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر كان العالم الإسلامي عامة، والوطن العربي خاصة يعيش في: «ظلمة حالكة، ومحنة شاملة، وجهل مطبق، وظلم فادح، وفقر مدقع» على حد تعبير أحمد أمين.
20
ولقد وصف مسيو فولني
Volney
السائح الفرنسي الذي زار مصر والشام، هذه البلاد في آخر القرن الثامن عشر بقوله: «إن الجهل في هذه البلاد عام وشامل مثلها مثل سائر البلاد التركية يشمل الجهل كل طبقاتها، ويتجلى في كل جوانبها الثقافية من أدب وعلم وفن، والصناعات فيها في أبسط حالاتها، حتى إذا فسدت ساعتك لم تجد من يصلحها إلا أن يكون أجنبيا» ...
Halaman tidak diketahui