Perjalanan Dalam Pemikiran Zaki Najib Mahmoud
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
Genre-genre
24
والغريب أنه في نهاية المقال يضرب المثال بالأديب الروسي «ليون تولستوي» ... (1828-1910م)، الذي «غاص في أغوار الفكر وغاص، ثم انتهى به الزمن أن يفرغ مكتبته من كل ما فيها على أنه باطل وهراء، ولم يبق على رفوفها سوى الكتاب المقدس، وبعض الكتب الدينية!»
25
فتولستوي بعد أن قرأ الكتب الفلسفية ذات المذاهب المختلفة، واستطلع آراء أفلاطون، وكانط، وشوبنهور، وبسكال، لم يجد السكينة والطمأنينة إلا في الدين! فلئن كان العقل قد عجز عن الوصول به إلى بر الأمان، فيلجأ إلى القلب ويدعو ربه قائلا: «اللهم هبني إيمانا قويا، املأ به قلبي، واهد إليه غيري ...»
26
ألسنا نجد هنا «تدينا خالصا» يصل إلى حد الخشوع الذي يتصدع له الجبل ...؟!
ومن «هجرة الروح» سننتقل إلى «هبوط الروح» من عليائها لتستقر في البدن، على نحو ما يحللها مفكرنا في شرحه لعينية ابن سيناء الشهيرة، ثم إلى «دفاعه عن المعجزة» لنصل في خاتمة المطاف إلى قمة هذه المرحلة في نقده لديفيد هيوم، و«المدرسة السلوكية» في محاولة لتعريف «النفس»، وذلك في رسالته للدكتوراة عن «الجبر الذاتي». (3) عينية ابن سينا
كانت أولى لفتاته الفكرية، إذن، في أول أعوام الثلاثينيات متجهة نحو صوفية ترى أن الوجود كل وحدة لا تعدد فيها، ولا تمايز بين أجزائها، اللهم إلا في المظهر الخارجي الخادع.
وفي نهاية الثلاثينيات (حوالي 1937م) كتب شرحا جميلا لعينية ابن سينا التي يشرح فيها هبوط الروح إلى البدن، والتي مطلعها:
هبطت إليك من المحل الأرفع
Halaman tidak diketahui