Perjalanan Dalam Pemikiran Zaki Najib Mahmoud
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
Genre-genre
وهكذا نجد أن قولك «إرادة التغيير» لا يزيد شيئا عن قولك «الإرادة» ... لأن هذه لا تكون بغير فعل، ولا فعل بدون تغيير، فسواء أكان التغيير الحادث ضئيلا، أم جسيما فهو تغيير؛ لأنك لا تفعل الفعل في خلاء، بل لتحرك به شيئا فيتغير مكانه، وباختصار كل إرادة فعل، وكل فعل حركة وتغيير! ومن ثم فلا ينبغي أن نتحدث عن «إرادة التغيير»، بل عما نريد تغييره، أو الهدف الذي من أجل تحقيقه تغير ما تغير، وهو يقترح أن يتجه التغيير إلى المعايير والقيم التي تسود حياتنا، ويضرب لها مثلا بالتوحيد بين العام والخاص «فنحن بما ورثناه من تقليد اجتماعي أحرص ما نكون على «الملك الخاص»، وأشد ما نكون إهمالا «للملك العام»، كما هي الحال في العناية الواجبة بالابن والعناية الواجبة بالمواطن البعيد، والعناية بتنظيف الدار من الداخل والعناية بتنظيف الطريق العام، بين المال الذي نملكه والمال الذي تملكه الدولة، بين العيادة الخاصة يديرها الطبيب الذي يستغلها ، والمستشفى العام يديره الطبيب نفسه، ولكنه يديره باسم الدولة.»
58
وقل مثل ذلك في معاني «الجاه» و«الصدارة في المجتمع» والزهو بعدم الخضوع للقانون ... إلخ.
59 (ج) أخلاق القرية
وعندما تحدث الرئيس السادات عن أخلاق القرية.
60
زاعما أنها الأخلاق المثلى، وأنه يريد أن يعود بالمجتمع إلى مثل هذه «الأخلاق الرفيعة»؛ تصدى مفكرنا الكبير لتحليل الفهم الغريب لأخلاق القرية، وكان مما قاله: «إن أخلاق القرية هي الأخلاق التي أفرزتها الحضارة الزراعية الريفية، وبمقدار ما نريد المحافظة على شيء من هذه الحضارة، تكون الحكمة في المحافظة على أخلاقها. غير أن الاتجاه العام الذي يسود عصرنا هو تحويل القرية إلى مدينة لا تحويل المدينة إلى قرية؛ فالأقرب إلى التصور أن يتحول الفلاح إلى عامل زراعي، بكل ما تحمله كلمة عامل الآن من حقوق الأجور والتأمينات والانتماء النقابي وغير ذلك. لقد جاءت قيم الحضارة الصناعية، لتبقى وتسود وليس لنا عن ذلك محيص.»
61
ثم يستطرد أستاذنا الكبير فيعدد «مساوئ» أخلاق القرية، التي يشيد بها رئيس الجمهورية: (1)
أبناء القرية في تمسكهم بأخلاق الريف الزراعي يعدون أنفسهم أسرة واحدة أو كالأسرة الواحدة؛ ومن هنا كان مصدر صلابتهم، لكن من هنا أيضا كان مصدر التخلف الحضاري عندهم؛ ذلك لأن الشعور الأسري هو في الأساس مصدر «المحسوبية». فيكفي صاحب الحكم أن يعلم أن بينه وبين فلان تلك العلاقة الوثيقة، ليجعله «محسوبا» عليه؛ مما يلزمه إلزاما خلقيا أن يسانده ولو بغير حق، وهي مساندة غالبا ما يجيء ثمنها أن يدين المحسوب لولي نعمته بالولاء ... وهكذا تظهر النتائج الضارة! (2)
Halaman tidak diketahui