296

بها الطلبة كثيرا في المطالعة الليلية.

قال الإمام أبو سالم ولا شك أنها تزيل ما يحصل في الرأس من تدويخ بسبب السهر وخلو المعدة صباحا فإذا شربها الإنسان وجد في أعضائه نشاطا وأحس بخفة رأسه وهذا في الغالب لمن اعتادها وهي مخففة اتفاقا وهاضمة.

وصحح بعض العلماء أنها تحرم على من طبعه السوداء وتكره لمن طبعه الصفراء وهي نافعة لصاحب البلغم وغيرها من أنواع المطعومات كذلك يحرم تناول ما يضر منها على من علم أنه يضره ولا يكون ذلك موجبا للحكم بتحريمها.

والحاصل أن الشاربين لها فريقان يشربونها في أماكن معدة لذلك مزخوفة قلما تخلو من لهو حضور من لا يحل حضوره من الجواري والمرد فهؤلاء الحامل لهم على شربها أتباع الأهواء والتلذذ بما قارنها من الأمور المذمومة فلا يبعد أن يقال أنها في حق هؤلاء محرمة لا لذاتها بل لما قارنا وفريق يشربونها في مساكنهم وحوانيتهم أو يشربونها في السوق ويشربونها من غير جلوس مع الفريق الأول فهؤلاء الحامل لهم على شربها الفهم لها حتى أنهم ربما يتضررون ضررا خفيفا بتركها كما يتضرر من آلف الحجامة بتركها ومن آلف شرب المسهل (1) بتركه وغير ذلك من الأمور التي يعتادها الناس ويحملهم عليها أيضا تحصيل المنافع المتقدمة من الاستعانة على السهر ومن إزالة التدويخ صباحا وغالب ما يستعملونها مع طعام خفيف ككعك أو كسر خبز فيكفيهم ذلك إلى وقت الغداء هذا كله مع خقة المؤنة إذ بفلس واحد يشرب ما يكفيه من ذلك مع تيسرها في أي وقت أرادها ولا يحتاج فيها إلى أكبر مئونة ولا مقارنة أدام أو ملح أو أبراز أو خضر أو غير ذلك مما يحتاج إليه غالب الأطعمة ويزاد

Halaman 320