الآخرون إلا الحرب والسلب لما رأوا من كثرة الإبل مع الحجاج فغاروا وصاحوا وشردت بغلته تحته فلم يستطع حبسها فسقط عليها فأخذ من لحق منهم ثيابه مع نسخة جديدة من دلائل الخيرات ثم أنه مسك البغلة وركبت ولحق بالركب ففزعنا من أجل ما أصابه فعند رؤيتهم الحجاج قاموا على ساق الحرب وعلموا أنهم لا يصيبون منهم شيئا اجتمعوا وجاهة الركب والحالة أنهم أخذوا بغلين وأربعة من الإبل فردوا البغلين وجملين ثم أني ذهبت إليهم وحدي والناس يبرحون بالويل خافوا علي وأنا لم أسمع لهم فلما وصلت نحو الأثني عشر فارسا نزلوا إلي وسلموا علي يدي ثم علي رجلي ورجل البغلة وبعضهم يتمرغ تحت البغلة ويطلب الإقالة ويقول إنما جئنا لأعدائنا أولاد علي إذ سلبونا وأخذونا فأخذناهم وقلت لهم أن حصل لكم الندم ردوا ما بقي من الإبل عندكم وكذا ثياب الولي الصالح الشريف سيدي محمد فقالوا أما الأولون منا قد طلبناه (1) في الدعاء واللاحقون ما علموا غير أننا نرد الجميع فأمهلونا وسألتهم كم من فارس قالوا نحن في خمسمائة ثلاثمائة من الخيل ومائتين من الرجال وأني سألتهم أيضا عن وطنهم فقالوا نحن من وطن الصعيد من عمالة مصر نحو الخمسة والعشرين يوما إلى هنا فلما رجعت وإذا بالحجاج فزعوا فزعة عظيمة ثم رجل من طرابلس قد جرحوه ومات من ذلك الجرح بعد ذلك ولما وصلت وجدتهم أمسكوا رجلا مع فرسه وأطلقته منهم وأما فرسه فقد مسكها الطرابلسية فيما ضاع لهم وقد سمعت انه لما ذهب من عندنا لحقه أولاد علي فقتلوه وبالجملة ففضل الله وجوده وحفظه بنا ظاهر من غير استحقاق إذ أعمالنا ليست أهلا لقبولها حتى توجه الله إلينا بالفضل بسببها نعم كرمه ليس مختصا بأهل الجد والاجتهاد وإنما هو مبذول لمن سبقت له العناية لا لكبيرة إن واجهك فضله ، ولا صغيرة أن قابلك عدله ، فالكريم لا يبالي من أعطى ولا كم أعطى ولا ما
Halaman 284