فساد (1) وندم على ذلك وانكسر قلبه من أجله فيأخذ الله بيده لما علمه من قلبه فذل بسبب ذلك فتكون معصيته أولى من طاعة غيره لأن المعصية مع الذل والاحتقار أولى من الطاعة مع العز والاستكبار لأن المقصود من العبودية التذلل والخضوع والاحتقار فلما كانت المعصية بذلك صارت خيرا من الطاعة التي مع العلو والاستكبار.
أقول قال الشيخ زروق الولي ولي وأن أتى حدا أي ما يستوجب الحد لأنه ليس بمعصوم إلا إذا أصر على ذلك فينتفي عنه الحكم بالولاية وبالجملة فالحذر مطلوب والسلامة في الفرار من تلك الجموع أولى والديانة في عدم زيارة النساء ولا حضور سماعهن وأما السماع الخالي عنهن وعن الأحداث غير انه بذكر الغناء بالخدود والقدود مع الأصفياء الأتقياء ففيه الكلام بالإباحة وضدها لا سيما مع آلة اللهو فمنهم من رغب فيه لما يزيد ذا الشوق شوقا وذا المعرفة معرفة ومنهم من ذمه نظرا لما يقتضيه اللفظ من المعاني المعلومة شرعا (2).
وبالجملة فالذي فيه الخلاف إنما هو ما كان بآلة اللهو والغناء بالأشعار التي فيها ذكر الخدود والقدود وتسمية المحبوبة من النساء المرغوب فيها الفساد غير انه سالم من النساء التي يدعن من فتن وأهله أنقياء أنقياء وليس لهم غرض إلا سماع ما يدل على الحب والشوق هذا الذي فيه كلام مع أهل العلم فمنهم من يستدل على مدحه (3) شرعا ومنهم من يستدل على ذمه (4) كذلك وأما إذا كان فيه النساء الأجانب التي فيهن الفتنة لا سيما مع الشبان فيحرم اتفاقا وفيه سخط الله قطعا إلا إذا كان الحاضر
Halaman 239