إليهم رجل من التجار فاشترى منهم جميع ما بأيديهم من السلع ونقد لهم ثمنها ثم استضافهم رجل آخر فصنع لهم طعاما فاخرا فلما أخرج لهم الطعام أخذا ياقوتة ثمينة فدقها دقا ناعما وذرها على طعامهم فبهتوا من ذلك فلما فرغوا قدم لهم دلاعا فطلبوا سكينا لقطعها فلم توجد في داره سكين ولا عند جاره إلى أن خرجوا إلى السوق فأتوا بسكين فلما رجعوا إلى بلدهم سأله ملكهم عن حال البلد الذي قدموا منه فقولوا ما رأينا بلادا أكثر منها مالا وأقل سلاحا وأعجز أهلها عن مدافعة عدو فحكوا له الحكايتين فتأهب ملكهم لدخولها في مراكب في البحر فدخلا في ليلة واحدة بلا كثير مشقة واستولى عليها ولم ينج من أهلها إلا من تسور ليلا وانحاز المسلمون إلى تاجوراء وجبال غريان ومسلاتة فصارت المدينة للنصارى إلى أن كان من أمرها ما كان في التاريخ المذكور انتهى أدامها الله للإسلام وحاطها بالنبي عليه السلام.
ومن جملة أصحاب سيدي أحمد بن ناصر سيدي محمد المكني كان من أعلم أهل هذا الساحل فقيها لوذعيا خير خلف عن خير سلف تولى الفتوى ببلده مرارا واشتغل بالتدريس وله مشاركة حسنة في فنون العلم مات قريبا من عام ستة وخمسين وألف وله ولد اسمه محمد (1) اشتغل بالقراءة على سيدي محمد بن مساهل وعلى غيره وكان له ذكاء عقل وزيارة نبل فتمهر في كل فن وتولى القضاء (2) بعد عزل شيخه فحمدت سيرته وظهرت نجابته وسدده في فتواه.
ومن أحبابه أيضا سيدي محمد بن مقيل جد أخينا في الله وأصدق الإخلاء سيدي محمد المفتي الآن والسيد عبد السلام بن عثمان وممن أكرمه في رحلته هذه
Halaman 208