133

الله عليه وسلم اجتماعا متعارفا بحيث تقضي العادة أن ذلك الاجتماع يفيد الصحبة احترازا عن الاجتياز فلا تثبت به الصحبة ولا يشترط فيها الرؤية ولا الرواية عنه وإنما هو تابعي لأن من رأى الصحابة تابعي ونور النبوة إنما يشاهده شخص أو أشخاص وهو فتح إلهي ووهب رباني ونور صمداني لأن خواص النبوة وأنوار الولاية موكلة لأهلها من المحبوبين لديه جعلنا الله منهم آمين.

انعطاف والخنقة قرية مباركة طيبة ذات نخل وأشجار في وسط واد بين جبلين وقد قيل أنها تشبه مكة في وضعها (1) وفي البركة غير أن التشبيه في بعض التغالي لكن كلام الأولياء مقبول فيؤول بما يوافق الشريعة من غير تلبس ولا التباس نعم لها فضل عظيم سيما إظهار العلم فيها فإنهم مشتغلون بالنحو والفقه والحديث خصوصا مختصر البخاري لابن أبي جمرة وأما علم الكلام والمنطق فمنعدم في محلهم رأسا وقد سألتهم عن عدم الاشتغال بعلم التوحيد فقالوا وهل يحتاج الشمس إلى دليل في قوة قضية قائلة أن الله لا يحتاج في معرفته إلى دليل وبرهان واتقان عقائد كأنه ضروري عندهم زعما منهم أن أبي جمرة نهى عن الخوض فيه بأن قال يحرم الخوض فيه وإنما يقرأ على مذهب السلف الصالح أي الصحابة رضوان الله عليهم.

قلت هذا من الحرمان البين والخذلان المتمكن والقساوة الجلية إذ لا يمكن هذا شرعا فان العلم بحقائق الصفات والحكم بوجوبها للذات العلية أي الجزم بذلك من غير دليل عقلي وكذا ما يستحيل عليه وما يجوز في حقه ظاهر الرد شرعا إذ اختلف فيمن هذا وصفه هل هو مؤمن لكونه جزم بالعقائد والحكم بها للمولى جل جلاله مع عصيانه وهو الراجح عند الكثير من العلماء أو كافر يخلد في النار مع سائر الكفرة وهو الذي رجحه الشيخ السنوسي في شرح كبراه بان نسبه للمحققين [في

Halaman 150