وأما الريح فهو الوارد على القلب الذي يوجب حبا للمحب وشوقا للشائق وعشقا لذي عشق وخوفا ورجاء وبسطا وهيبة وأنسا وغير ذلك من المقامات إذ الوارد ريح قطعا.
وأما الفتائل من ضباب فهي معاني الأسماء والأذكار.
وأما الضباب فهي الحالة المستمدة منها المعاني فإنها كالضباب ولذلك كانت بداية للمبتدى إذ هو جاهل للعواقب وقد علمت أن الضباب يمنع بعض الإشراق بحيث لا يصفو لصاحبه وقت ولا يعلم حقيقة مقامة الخ فإذا علمت هذا علمت أن كلام الأولياء متشابه فلا يعلمه إلا الله الذي أورده عليهم والراسخون في العلم والمعرفة ولذلك لا يجزم بان هذا معناه بل إنما يقال لهذا أشار والله أعلم من غير جزم لأن مشربهم قد يكون خاصا بهم فلا يفهم ما عبر به عنه إلا تلويحا وقد يكون عاما فيفهمه كل من كان في ذلك المشرب لقوله تعالى قد علم كل أناس مشربهم فلم يبق إلا الاستسلام والتفويض لأمر الله تعالى غير أن باب الفتح ليس مسدودا عن العارفين انتهى.
انعطاف في تكميل ما تعلق بأحوالنا ببسكرة فإننا قد بقينا فيها يومين في شراء الرواحل وما يختص من جهاز النواقل (1) ومع ذلك نحن مشتغلون بزيارة الأفاضل الأحياء والأموات مثل الشيخ الولي الصالح البدر الواضح سيدي أبي الفضل تلميذ أبي الفضل النحوي المشهور والشيخ سيدي زرزور (2) مع من فيها من الأولياء وإن كان عن بعد مع دخولنا المسجد الجامع الأكبر الواسع ذي البنيان الشاخ فلم يوجد فيما علمت أحسن منه ولا أوسع ولا لا أعظم في المساجد المعلومة غير انه كالعدم في
Halaman 140