111

يجتمع إليه أمره فزحف إليه عقبة فتنحى أمامه فقال له قومه لم تتنحى عنه والرجل في خمسة آلاف ونحن في خمسين ألفا فقال لهم نعم لكنهم في الزيادة والرجل قد افترق عليه عسكره وليس عنده من يمده فلما صار عقبة يريد أفريقية زحف إليه البربري وكان أكثر المسلمين بالقيروان مع زهير بن قيس فوافى كسيلة عقبة بمقربة من تهودة فنزل وركع ركعتين وقال أطلقوا أبا المهاجر فأطلق فقال له ألحق بالمسلمين وقم بأمرهم وأنا أغتنم الشهادة فقال له أبو المهاجر وأنا أغتنمها معك وكسر كل واحد منهما جفن سيفه وكسر المسلمون أجفان سيوفهم وأمرهم أن ينزلوا ولا يركب منهم أحد وقاتل المسلمون قتالا شديدا حتى بلغ منهم الجهد وكثرت فيهم الجراح وتكاثر عليهم العدو وقتل عقبة وأبو المهاجر ومن معهما من المسلمين ولم يفلت منهم أحد وأسر محمد بن أوس الأنصاري ويزيد بن خلف القيسي ونفر معهما ففاداهم صاحب ففصه وبعث بهم إلى زهير بن قيس ومن معه من المسلمين بالقيروان وأراد زهير الانصراف من أفريقية إلى مصر فقيل له أهزيمة من أفريقية إلى مصر فعزم على القتال وكان تبيع ربيب (1) كعب الأحبار فقال له لمن تراها فقال لرجل من بلي وأنت رجل من غسان فقال زهير الله أكبر أنا والله رجل من بلي جني جدي جناية في قومه فلجأ إلى غسان فاجتمع إلى كسيلة جمع أهل المغرب فزحف يريد القيروان فاضطرمت أفريقية نارا وعظم البلاء فقام زهير في الناس خطيبا قال يا معشر المسلمين أصحابكم قد دخلوا الجنة إن شاء الله وقد من عليهم بالشهادة وهذه أبواب الجنة مفتوحة فأسلكوا مسلك أصحابكم أو يفتح الله عليكم دون ذلك فقام حنش الصنعاني فقال لا والله لا نرى قولك ولا لك علينا من طاعة ولا ولاية ولا نرى أفضل من النجاة بهذه العصبة من المؤمنين فمن أراد منكم القفول فليتبعني ثم رحل فنزل بقصر الماء واتبعه الناس ولم يبق مع زهير إلا أهل بيته في عدد قليل فلما رأى

Halaman 128