المعروفة في زمن القدما ، الذي وقع الكلام عليها ، احترازا على الدنيا الجديدة التي ظهرت بعد ذلك بالمغرب البعيد ، حيث هي الهنود المغربية (123) التي لم يدخلها الإسلام. وجميع سكانها القدما مجوس ، يعبدون الشمس لكفرهم ، إلى أن أدخل فيها سلطان بلاد الأندلس أصنامه ، وشركه. وأقول : إن النصارى تزعم أن الحجر الذي هرس الصنم ، وعظم ، وعمر الدنيا كلها ، كان سيدنا عيسى عليه السلام وقد تحققنا في ذلك من كتبهم. ومما يصورون في المبات ، والكور الأرضية ، والرسائل التي قرأت عليها. فاعلم أن القدما فيما مضى قسموا الدنيا أربعة أقسام وكل قسم سموه باسمه فسموا أوروبة للربع الجوفي الذي هو إلى جهة القطب الشمالي ، وابتدأوه من البحر الأسود إلى آخر بلاد الأندلس. وفي هذا الربع هي المدينة العظمى الشهيرة في الدنيا أنها أعظم مدنها باتفاق جميع الملل والأجناس العارفين ، وهي القسطنطينية حرسها الله تعالى ، وأدام عزها إلى الإسلام مدامة الدنيا . والمسلمون في هذا الربع على ما قيل لي نحو الخمسين يوما للماشي المتوسط ويحتمل أنه أكثر من ذلك. وما عدا الإسلام فهو النصارى ، فالمجاور للإسلام سلطان الارمانيه ، وظهر لي أنهم الصقالبة المذكورون في التواريخ بالعربية ، وبلاد مشقوبيه الجوفية ، وبلاد رومة بإيطالية ، وبلاد الفرنج وفلنضنس وبلاد الأنجليز ، وبلاد الأندلس بما لها من جزر في البحر المحيط الصغير.
وأما الربع الثاني فيسمى عندهم بالربع الإفريقي ، اسم مأخذ أو مشتق من مدينة عظيمة كانت فيما مضى تسمى بإفريقية ، وبالمعجم أفرقه. كانت بقرب تونس المحروسة بالله. وفي زمننا هذا يسمى هذا الربع عند العامة ببلاد المغرب . وابتداء هذا الربع الثاني من بحر سويس والبحر المحيط دائر به من القبلة ، والمغرب والبحر الصغير من جهة الجوف ، والمشرق. وفي هذا الربع المغربي أكثر سكانه المسلمون ، فأما مصر المحروسة بالله فهي من أعظم مدن الدنيا ، هي مثل بريش بفرنصه إذا أضفنا إليها مصر العتيق وبولق ، وهي تحتوي على إثنى عشرة ألف قرية. ثم مغربا عنها
Halaman 97