عبثت بها أيدي البلى وترددت ... في عطفها للدهر أي خطوب
تبلى معاهدها وإن عهودها ... ليجدها وصفي وحسن نسيبي
وإذا الديار تعرضت لمتيم ... هزته ذكراها إلى التشبيب
إيه عن الصبر الجميل فإنه ... ألوى بدين فؤادي المنهوب
لم أنسها والدهر يثني صرفه ... ويغض طرفي حاسد ورقيب
والدار مونقة محاسنها بما ... لبست من الأيام كل قشيب
يا سائق الأظعان يعتسف الفلا ... ويواصل الإسْآد بالتأويب
متهافتًا عن رحل كل مذلل ... نشوان من أَيْنٍ ومس لُغُوبِ
تتجاذب النفحات فضل ردائه ... في ملتقاها من صبًا وجنوب
إن هام من ظمإ الصبابة صحبه ... نهلوا بمورد دمعه المسكوب
أو تعترض مسراهم سدف الدجى ... صدعوا الدجى بغرامه المشبوب
في كل شعب منية من دونها ... هجر الأماني أو لقاء شعوب
هلا عطفت صدورهن إلى التي ... فيها لبانة أعين وقلوب
فتؤم من أكناف يثرب مأمنًا ... يكفيك ما تخشاه من تثريب
حيث النبوة أيها مجلوة ... تتلو من الآثار كل غريب
سر عجيب لم يحجبه الثرى ... ما كان سر الله بالمحجوب
ومنها بعد تعديد معجزاته ﷺ، والإطناب في مدحه:
إني دعوتك واثقًا بإجابتي ... يا خير مدعو وخير مجيب
1 / 76