قال أبو عبد الله المصري : كان منشئها رحمه الله أنشأها عند شدة هالت ، فأقشعت (1) بفضل الله للحين وزالت ، وعادت الحال إلى أحسن ما كانت عليه وآلت ، لرؤيا رآها الباغي عليه ، قطع بها وروع بسببها ، فكفت يده العادية ، وردت غائلته (2) البادية ، فهي لهذه المزية من أوثق العدة ، وأوفق أسباب الفرج بعد الشدة ، وكان بعض الشيوخ يحض على حفظها ، وأخذ النفس منها بحظها.
قلت : فرأيت أن أثبت القصيدة بتخميسها ، لما وصف من بسطها لمقبوض الوحشة وتأنيسها ، نظرا إلى الأمر المقصود والمعنى المعتبر ، وإغضاء عن اللفظ فعيبه في مثل هذا مغتفر ، وقد قرأتها بتخميسها على صاحبنا أبي عبد الله ، وحدثني بها عن مخمسها المذكور قراءة عن الأديب أبي عبد الله محمد بن يونس بن عبد الرحمن الهنتاني التونسي قراءة بها عليه ؛ عن الفقيه أبي العباس أحمد بن علي بن أبي بكر الحميري القلعي يعرف بالبلاطي عن الفقيه الإمام أبي محمد عبد الله بن ميمون بن محمد الغنام القلعي ، عن الفقيه الإمام الصالح أبي عبد الله محمد بن عبد (3) المعطي بن عبد الله (4) الأذني بالذال المعجمة والنون ويعرف بابن الرماح عن أبي الفضل ابن النحوي رحمه الله ، ونقلت هذا السند من خط أبي عبد الله المصري مخمسها ، فقال : [المتدارك]
Halaman 138