قلت : قد أبدع هذا الناظم رحمه الله فيما نظم ، وشرف هذه القصيدة بقصده الجميل وعظم ، فراقت معنى ومنظرا ، وشاقت حسا (2) ومخبرا ، فهي كما وصفها أبو عبد الله المصري حين (3) قال : يئست من [28 / آ] معارضتها الأطماع ، وانعقد على تفضيلها الإجماع ، فطبقت أرجاء الأرض ، وأشرقت منها في الطول والعرض. على أنه رحمه الله قد أكثر فيها لأجل الصناعة التصنع ، وتكلف منها ما هو بعيد (4) المرام شديد التمنع. واعترض في كل معنى عرض ، وربما أغرق (5) النزع فخالف الغرض ، كقوله :
فويل مكة من اثار وطأته
........................ البيت
وقوله :
..................................
وحل بالشام شؤم غير مرتحل
وما جرى هذا المجرى من كلامه رحمه الله ولكن قصيدته بالجملة قد حلت من البلاغة في حصن (6) ممنع ، وجلت «وجها زهاه (7)
Halaman 133