109

Rihla

رحلة ابن جبير - الجزء1

Penerbit

دار بيروت للطباعة والنشر

Nombor Edisi

الأولى

Lokasi Penerbit

بيروت

والأصل في هذه العمرة الأكمة عندهم أن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما لما فرغ من بناء الكعبة المقدسة خرج ماشيا حافيا معتمرا وأهل مكة معه فانتهى إلى تلك الأكمة فأحرم منها وكان ذلك في اليوم السابع والعشرين من رجب وجعل طريقه على ثنية الحجون المفضية إلى المعلى التي كان دخول المسلمين يوم فتح مكة منها حسبما تقدم ذكره فبقيت تلك العمرة سنة عند أهل مكة في ذلك اليوم بعينه وعلى تلك الأكمة بعينها. وكان يوم عبد الله رضى الله عن مذكروا مشهورا لأنه اهدى فيه كذا وكذا بدنة عددا لم تتحصل صحته فكنت أثبته لكنه بالجملة كثير. ولم يبق من أشراف مكة وذوي الاستطاعة فبها إلا من اهدى وأقام أهلها أياما يطعمون ويطعمون ويتنعمون وينعمون شكرا لله ﷿ على ما وهبهم من المعونة والتيسير في بناء بيته الحرام على الصفة التي كان عليها مدة الخليل إبراهيم ﷺ فنقضها الحجاج نعمة الله وأعادها على ما كنت عليه مدة قريش لأنهم كانوا اقتصروا في بنائه عن قواعد إبرهيم ﷺ وأبقى نبينا محمد ﷺ ذلك على حاله لحدثان عهدهم بالكفر حسب ما ثبت في رواية رضى الله عنها في موطأ مالك بن أنس رضى الله عنه.
يوم طواف النساء وفي اليوم التاسع والعشرين منه وهو يوم الخميس أفرد البيت للنساء خاصة فاجتمعن من كل أوب وقد تقدم احتفالهن لذلك بأيام كاحتفالهن للمشاهد الكريمة ولم تبق أمرأة بمكة إلا حضرت المسجد الحرام ذلك اليوم. فلما وصل الشيبيون لفتح البيت الكريم على العادة أسرعوا في الخروج منه وأفرجوا للنساء عنه وأفرج الناس لهن عن الطواف وعن الحجر ولم يبق

1 / 115