============================================================
مكروه من تعب، أو مشغل عن راحة الدنيا، أو واضع من قدره عند المخلوقين، كطلب الحلال وغيره، أو استدلال منهم له ، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكز والقيام بحقوق الله تعالى، فيما يخالف أهواء العباد .
والخامسة : أن يكون حقا لله عز وجل، قد ضيعه فيما مضى من عمره، سترته كراهية النفس للقيام به، وهواها للراحة في تركه ، فلم يعرفه في حال توبته ، فيحذر أن تعود النفس إلى عادتها من تضييع حق ربها ، فيقدم الحذر ليفطن له إلى عرض .
والسادسة: أن يبتلي ويمتحن بحق لم يبتل به من قبل، ولم يجب عليه، كالعيال وغيرهم، فيضيع ما وجب عليه من ذلك ، فيكون في ذلك سخط ربه جل وعز .
فإذا ألزم قلبه الحذر هذه الخلال الست، والاهتمام بتركهن تيقظ، فبالاهتمام والحذر يجتلب التيقظ، وبالتيقظ يجتلب الذكر، وبالذكر يجتلب التثبت ، وبالتثبت تلب التفقد، وبالتفقد بالعلم يتبين له ما كره الله تعالى مما أحب، وبالتبين مع الخوف يميز ما كره ربه جل وعز مما أحب ، وبالتمييز مع الخوف يكون متقيا موفيا بحزمه.
باب معرفة هل يعطي الحذر والاهتمام فيما يستقبل ما الدليل على ذلك؟
قلت : فالاهتمام والحذر إن ألزمهما قلبه أيوقظاه فيما يستقبل من عمره قال: نعم.
قلت: فما الدليل على ذلك؟
قال : الدليل على ذلك أن العبد قد ينام الليالي الكثيرة، فلا يستيقظ إلا بقرب وقت صلاة الفجر أو بعده، حتى إذا عرضت له حاجة من حوائج الدنيا يهتم بأن ينالها ، ويحذر أن تفوته إن لم يدلج ها ، فإذا نام مهتما بالقيام وقد ألزم قلبه الحذر من أن يذهب به النوم فيفوته البكور تيقظ في الليل مرارا لغير الوقت الذي كان ينتبه له ، يحركه الاهتمام والحذرر اللذان نام وهما في قلبه فإذا كان الاهتمام والحذر
Halaman 81