215

============================================================

او يخرج زكاة ماله إن فطن له أحد أنه لا يزكي ماله مخافة أن يأخذوا ذلك عليه، والله تعالى يعلم منه أنه لو أمن ذم العباد، أو سقطو عدالته ما زكى، واتقى على ماله.

و كذلك الحج(1) والصيام: يحضر معه في شهر رمضان من يفطن له إن أفطر وهو لو أمكنه الافطار لأفطر ، فيمسك عن الطعام، والقلب يتقلب على خلوة يأكل فيها، أو يأتي فيها أهله، أو ما لا يحل له.

م الذي يليه لا يزكي، ولا يصوم، ولا يجج، ويكذب بالقول : فيقول (2) إني قدا زكيت، وحججت، وصمت، لئلا يذم بترك الفرائض.

فأما الصلاة فإنه لا يكبر فيها إلا الله، ولا يصليها إلا له، وقد يكسل عنها فلا يحمله على صلاته إلا الخوف من المذمة ، ومع ذلك لا يسجد إلا لله عز وجل .

وقد يكون من الخبيث المتهتك بتركها، والله يعلم أن لولاهم ما صلاها ولتركها، فيصليها من أجلهم، كراهة أن يذموه بتركها، حتى إنه ليصلي على غير وضوء، ليلا يذموه.

ولو قيل له: اسجد لإله دون الله ، عز وجل ، ولك الدنيا ما فعل .

فيصلي خشية الذم لغير تدين لعبادة أحد دون الله ، عز وجل، من جهة الربوبية والإلهية(2).

وقد يرائي بسائر أعماله الفرض التي لو خفيت له ما أداها .

فذلك الرياء بالفرض.

وكذلك يصل رحمه، ويبر والديه، ولولا من يعلم به ، أو شكاية ذوي رحمه ما فعل ذلك.

(1) وفي الحج يقوم به المرائي ليتخذ منه وسيلة إلى اكتساب ثقة الناس في تجاراته ومعاملاته، وهو أمر شائع بين العامة.

(2) سقطت من ط.

(3) في أ: الألوهية والربوبية.

Halaman 214