============================================================
(وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) أي: من كل شيء إلا من ذكر موسى عليه السلام { إن كادت لتبدي به (1) ، قال : تقول: ابناه.
فأخبر تعالى أن فؤادها لما فرغ من ذكر كل شيء إلا من ذكر ابنها كادت أن بديه، فيكون في ذلك ما تحاذر وما يهلك (2) ، فكيف لا يظهر ويتبين على من فرغ قلبه لذكر الموت وما يبدو منه فيه نجاته.
فمن فرغ قلبه من ذكر كل شيء إلا من ذكر الموت غلب على قلبه من الحزن والهم ما يكاد أن يجد (منه) (3) طعم الموت، كما روي عن عيسى ابن مريم عليه السلام أنه قال: "يا معشر الحواريين، ادعو الله عز وجل أن يهون علي هذه السكرة ، فلقد خفت الموت حتى أوقفني خوفي من الموت على الموت" .
فمن باشر ذكر الموت قلبه انكسر عن الدنيا فؤاده، وقل سروره وفرحه وحسده فيها، كما قال أبو الدرداء: "من باشر ذكر الموت قلبه قل فرحه (1) سورة القصص، الآية: 10.
(2) لأن إباحتها بذكره ينبه عيون فرعون إلى مولود من بني إسرائيل، فيبحث عنه فيقتله .
(3) سقطت من : ط.
Halaman 150