147

============================================================

وقد روي في الحديث عن النبي الله " أن الله عز وجل إذا رضي عن عبد قال : يا ملك الموت اذهب إلى فلان فأتني بروحه لأريحه من نصب الدنيا، حسي من عمله، قد بلوته فوجدته حيث أحب، فينزل ملك الموت معه خسمائة من الملائكة ومعهم قضبان الريحان وأصول الزعفران، كل واحد منهم يبشر ببشارة سوى بشارة صاحبه، وتقوم الملائكة صفين لخروج روحه معهم الريحان، فإذا نظر إليهم إبليس وضع يده على رأسه ثم صرخ، قال: فتقول له جنوده: ما لك يا سيدنا؟ فيقول : أما ترون ما أعطي هذا العبد من الكرامة؟ أين كنتم عن هذا؟ قالوا: قد جهدنا (فيه) (1) فكان معصوما.

و ذكر قصة في حديث اسنده الراوي - أنس بن مالك وتميم الداري - عن رسول الله ه : " إن الله تبارك وتعالى يقول لملك الموت : انطلق إلى عبدي فأتني به فلأريحنه، فإني قد بلوته في الضراء والسراء، فوجدته حيث أحب" (2) .

وروى ابن مسعود عن النبي " أنه كان يأخذ بعضادتي (3) الباب، ثم يقول: جاء الموت بما فيه، جاء بالويل وبالحسرة لأهل عداوة الله عز وجل، جاء الموت بالغبطة والسرور لأهل ولاية الله عز وجل" (4) .

و أما الإعتبار بمن مات من الأشكال والأمثال ممن مضى، فإن ذلك يعظم ذكر الموت في القلب، ويهيج (القلب) (5) على قصر الأمل، وقد أخبرنا الله تعالى عن القرون الماضية، فقال تعالى: (1) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (2) انظر الحديث : في باب استراحة المقيمين بالموت في سنن النسائي، كتاب الجنائز .

(3) اي : بمصراعيه.

(4) اخرجه : الترمذي في سننه، الباب 23 من كتاب القيامة، والإمام احمد بن حنبل 136/5. وانظر ايضا: سنن أبو داود، الباب 8 من كتاب الأطعمة، وسنن ابن ماجه، والباب56 من كتاب الأطعمة.

(5) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط 147

Halaman 146