133

============================================================

عقل ذلك استعد بالتوبة إلى ربه مخافة أن يبغته الموت على ذنبه، لأنه ليس عنده أمان من الموت أن يأتيه بغتة وهو مقيم على ما يسخط الله عز وجل عليه، فيلقاه وهو غضبان عليه، فليس يقيم على ذلك عاقل إذا خاف معاجلة الموت إذ لا أمان عنده منه، وإذيخاف في مجيئه بغتة لقاء الله عز وجل، وهو عليه غضبان، فلا يرضى بهذه الحال عاقل مشفق على بدنه من عذاب الله عز وجل.

الم تسمع قول عبد الرحمن بن يزيد حين قال لرجل وعظه، فقال له : يا فلان هل أنت على حال ترضى فيها الموت قال: لا.

قال: فهل أجمعت للنقلة إلى حال ترضى فيها الموت فقال: لا، ما سخت نفسي بذلك بعد .

قال: فهل بعد الموت دار فيها مستعتب؟ .

قال: لا.

قال: فهل تأمن بغتة الموت؟ .

قال: لا.

قال: ما رأيت مثل هذه الحال رضي بها عاقل، وصدق رحمه الله ، وكيف يكون عاقلا عن الله عز وجل، من يقيم على ما يغضب الله عز وجل عليه، ولا يأمن الموت أن يفجأه على غفلة، ثم لا مرجع له إلى الدنيا، فيعتب ربه جل وعز ويترضى مولاه، وقد أخبرنا الله عز وجل، نصحا لنا وتحذيرا بندم النادمين عند الموت، لئلا نكون نحن النادمين على ما فرطنا ، السائلين عند الموت المرجع للانابة والتوبة، والرجوع عما كره الله عز وجل، فلا نجاب إلى ذلك فنترك بحسراتنا ، ولا يقبل منا الندم، فلا يجاب منا النداء.

قال الله عز وجل: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجمون لعلي أعمل صالحا فيما تركت (1) ، قال الله عز وجل: كلا إنها كلمة هو (1) سورة المؤمنون، الآية: 100.

Halaman 132