122

============================================================

وهربا من العمل.

وقد يكون العبد في عمل من أعمال البر. أو يكون قد نوى الدخول فيه فتدعوه نفسه إلى قطع ذلك لشهوة معصية عرضت . كالرجل يكون ذاكرا بلسانه أو يكون صامتا على عزم يريد به السلامة . فيعرض ذكر الغيبة فيمن هو معتاظ عليه . أو فيما يعجب منه أو يعجب منه غيره. فيخرج من الطاعة إلى المعصية. وكذلك يعرض له الاستهزاء بغيره والحديث بالكذب لمزاح أوجد .

و كذلك قد يكون في ذكر أو صلاة، فيستمع إلى ما لا يحل له، أو ينظر إلى ما لا يحل ، فيقطع ما هو فيه ويصير إلى المعصية أو يمكث فيما هو فيه ويخلط الطاعة ي المعصية.

و كذلك قد يكون متفكرا في الآخرة فيعرض له نية في معصية أو تمن لها أو فكرة فيها ، فيفكر أو يتمنى . أو يشغل قلبه بالنية فيها . وبدع ما كان فيه من ذكر الآخرة. وكذلك يكون في الفرض فيخرج منه إلى معصية أو مباح فيعصي معصيتين: بقطعه للغرض، وإتيانه المعصية.

وهذا شر أحوال العبد. فالعبد المريد المعني بنفسه . المؤتم بكتاب ربه عز وجل و سنة نبيه اله همته محاسبة نفسه ليميز بين خطراته. أيها لله عز وجل أرضى، أوا ايها لله عز وجل أسخط؟

باب في الأمرين من أمور الله تعالى يعرضان بأيهما يبدأ (1) قلت: أجمل لي في علل ذلك كله جملة (2) مختصرة لأفهمه .

قال : إذا عرض له أمر مما أمر الله عز وجل به أو ندب إليه نظرت في ذلك حتى تؤديه كما أحب الله عز وجل وأوجب، فإذا عرض لك أمران واجبان فأبدأ بأوجبهما، وإن عرض له واجبان لأحدهما وقت يفوت ، والآخر لا يفوت وقته بدأ (2) في ط: الجملة.

(1) العنوان ساقط من ط.

Halaman 121