============================================================
القوي على الصوم ضعفا لا يقطعه، ولعله يكون في إفطاره أضعف بدنا .
وكذلك يصوم فيضعف، فينقطع عن إتيان الحجنازة وعن طلب العلوم، وعن عيادة المرضى أو عن الصلاة، فلا يكاد (أن) (1) يأتي برا بالنهار ، فالإفطار أولى به، إلا أن يكون قد ينقطع عن بعض ويأتي بعضا، فالصوم حينئذ أولى (به) (2) لأن الصائم لا يخلو من الضعف، وقد ينقطع آيضا عن مثل ذلك البعض وهو مفطر، فالافطار خدعة إلا أن يكون ما ينقطع به عنه أفضل من الصوم، ويكون لا ينقطع عن مثله في الإفطار.
وقد يعرض له الفضلان : أحدهما له وقت يفوت والآخر لا يفوت وفته ، وتكون النفس قد سخت بإتيان أحدهما أن يبدأ به أيهما كان، وإتيان الآخر بعد فيصد النفس والعدو باتيان ما لا يفوت وقته عما يفوت وفته، كالحجنازة تعرض وعيادة المريض الذي لا يخاف عليه عجلة الموت لظاهر العادة، وكذلك المجلس من العلم لا نى به عنه، والجلوس للذكر والحديث مع الاخوان الذين لا يفوت لقاؤهم متى آراد، فيدع العلم ويجلس معهم.
وكذلك البكور إلى الجمعة، وزيارة الأخ الذي لاتفوت زيارته، أو عيادة المريض الذي لا يخاف عليه ويمكنه إتيانه بعد الجمعة، فإن خاف الموت أن يعاجله أو كان لا يمكنه إتيانه بعد الجمعة فعيادته أفضل . إذا كان أخأ أو جارا يلزمه حقه. وإلا فلا يدع البكور (إلى الجمعة) (3) لأن ذلك يفوته إلى الجمعة الأخرى إن عاش.
او كالجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس . ويعرض له زيادة أو عيادة لا يفوتا وفتها. فيبدا بالزيارة والعيادة ويدع الجلوس الذي يفوت وقته . وقد بمكنه بعد طلوع الشمس آن يزور ويعود. إلا أن يكون له شغل هو أولى به بعد طلوع الشمس لا يتفرغ لذلك. فلينظر حينئذ من يزور ومن يعود في الغضل والمنفعة في (1 و 2) سقطت من ط (3) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط 117
Halaman 116