Revelation of the Noble Qur'an and Its Preservation During the Prophet's Time

Abdul Wadud Maqbool Hanif d. Unknown
71

Revelation of the Noble Qur'an and Its Preservation During the Prophet's Time

نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

Penerbit

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Genre-genre

عليه وسلم ووضع السيف فوق رأس المصطفى ﵊، فلم يخف النبي ﷺ من ذلك الموقف ولم يزده ذلك إلا توكلًا على الله ﷿ حتى قال ﵊ ببرد اليقين والتوكل (الله)، ومن وصل إلى هذا التوكل على الله وبالله لم يخش أحدًا سواه. وكما أمر الله نبيه ﷺ بالتوكل فعلًا فقد أمره بالتوكل قولًا وذلك كما في قوله: ﴿فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم﴾ (التوبة: ١٢٩)، وقوله: ﴿قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون﴾ (الزمر: ٣٨)، وقوله: ﴿قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين﴾ (الْمُلك: ٢٩)، وامتثل النبي ﷺ لهذا الخلق العظيم وغيره من الأخلاق والتوجيهات الربانية فكان ﵊ يستجيب لأوامر الله ويعتني بالقرآن تطبيقًا وتوجيهًا، تربية وتعليمًا في جميع الأمور والأحوال. واعتنى الصحابة رضوان الله عليهم اعتناءً كبيرًا بالقرآن في حياة الرسول ﷺ وبعد وفاته، وبلغ الأمر بهم في الاعتناء به أنهم كانوا يقفون عند أوامره فيمتثلون أوامره ويجتنبون نواهيه، وشواهد ذلك كثيرة في كتب السنة والسيرة والتفسير، فهذه القصة تبين لنا كيفية رجوع أبي بكر الصديق إلى كتاب الله تعالى والوقوف عند أحكامه فعندما نزلت آيات الإفك ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ﴾ الْعَشْرَ الْآيَاتِ فِي بَرَاءَة عائشة قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ﵁ لمِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَيه لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ، قال وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ، -وكان معه الحق في ذلك لأن مِسْطح تكلم في عائشة وقال

1 / 72