Research on the Time of Legislation and Revelation of the Verse of the Prayer of Fear - Part of 'Al-Muallimi's Works'

Abd al-Rahman al-Mu'allimi al-Yamani d. 1386 AH

Research on the Time of Legislation and Revelation of the Verse of the Prayer of Fear - Part of 'Al-Muallimi's Works'

بحث في وقت تشريع ونزول آية صلاة الخوف - ضمن «آثار المعلمي»

Penyiasat

محمد عزير شمس

Penerbit

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٤ هـ

Genre-genre

الرسالة الحادية عشرة بحث في وقت تشريع ونزول آية صلاة الخوف

16 / 371

فصل قد علمتَ من رواية قتادة عن سليمان بن قيس (^١) والكلام عليها أن ظاهرها أن ذلك أول ما نزلت الآية، أعني قوله تعالى: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [النساء: ١٠١]. وقد عارض هذا حديث آخر. أخرج أبو داود (^٢) عن سعيد بن منصور عن جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي قال: «كنا مع رسول الله ﵌ بعُسْفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلينا الظهر، فقال المشركون: لقد أصبنا غِرَّةً، لقد أصبنا غفلة، لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة! فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر، فلما حضرت العصر قام رسول الله ﵌ مستقبلَ القبلة، والمشركون أمامه، فصفَّ خلف رسول الله ﵌ صفٌّ، وصفَّ بعد ذلك الصفِّ صفٌّ آخر، فركع رسول الله ﵌ وركعوا جميعًا ...» فذكر الصفة التي تقدمت [في] رواية عطاء عن جابر، ثم قال: «فصلَّاها بعُسْفان، وصلَّاها يوم بني سُلَيم». وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (١/ ٣٣٤) من طريق ابن منصور، وقال: «صحيح على شرط الشيخين» وأقره الذهبي.

(^١) أخرجها الطبري في «تفسيره» (٧/ ٤١٤) من حديث جابر بن عبد الله في قصة قصر الصلاة في الخوف. (^٢) رقم (١٢٣٦).

16 / 373

وأخرجه البيهقي في «السنن» (٣/ ٢٥٦) من طريق يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور كلاهما عن جرير. وأخرجه النسائي (^١) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار عن محمد (غندر) قال: حدثنا شعبة عن منصور، قال: سمعت مجاهدًا يحدث عن أبي عيَّاش الزُّرقي ــ قال شعبة: كتب به إليَّ وقرأتُه عليه وسمعتُه منه يحدِّث، ولكني حفظته. قال ابن بشار في حديثه: حفظي من الكتاب ــ، فذكره وليس فيه: «فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر». وهكذا رواه أحمد أيضًا عن غندر. «المسند» (٤/ ٦٠) (^٢). وأخرجه النسائي (^٣) أيضًا عن عمرو بن علي عن عبد العزيز بن عبد الصمد ثنا منصور، فذكره. وفيه: «فنزلت ــ يعني صلاة الخوف ــ بين الظهر والعصر». ورواه أحمد (^٤) أيضًا: «ثنا عبد الرزاق ثنا الثوري عن منصور ...»، وفيه: «فنزل جبريل ﵇ بهذه الآيات بين الظهر والعصر: ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ﴾ [النساء: ١٠٢]. ورواه أبو داود الطيالسي (^٥) عن ورقاء عن منصور، وفيه: «فنزل جبريل

(^١) (٣/ ١٧٦). (^٢) رقم (١٦٥٨١). (^٣) (٣/ ١٧٧). (^٤) رقم (١٦٥٨٠). (^٥) في «مسنده» (١٣٤٧).

16 / 374

﵇ على رسول الله ﵌ بين الظهر والعصر، فأخبره، ونزلت هذه الآية: ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ ...﴾. وأخرج الحاكم في «المستدرك» (٣/ ٣٠) قصة شبيهةً بهذه من طريق النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس، وقال: «صحيح على شرط البخاري»، وأقره الذهبي. والنضر أبو عمر هو النضر بن عبد الرحمن الخزاز، مجمع على ضعفه. وأخرج النسائي (^١) وغيره من طريق سعيد بن عبيد الهُنائي ثنا عبد الله بن شقيق ثنا أبو هريرة قال: «كان رسول الله ﵌ نازلًا بين ضَجْنانَ وعُسْفانَ محاصرًا المشركين، فقال المشركون: إنّ لهؤلاء صلاةً هي أحبُّ إليهم من أبنائهم وأبكارهم، أجْمِعوا أمركم، ثم مِيلُوا عليهم ميلةً واحدة، فجاء جبريل ﵇ فأمره أن يقسم أصحابه نصفين، فيصلي بطائفة منهم، وطائفة مقبلون على عدوِّهم ... فيصلِّي بهم ركعة، ثم يتأخر هؤلاء ويتقدم أولئك، فيصلي بهم ركعة تكون لهم مع النبي ﵌ ركعة ركعة، وللنبي ﵌ ركعتان». سعيد بن عبيد، قال أبو حاتم: «شيخ»، وذكره ابن حبان في «الثقات» (^٢) وقد عُلِم شرطه.

(^١) (٣/ ١٧٤). وأخرجه أيضًا أحمد في «المسند» (١٠٧٦٥) والترمذي (٣٠٣٥) وابن حبان (٢٨٧٢)، وحسَّنه الترمذي. (^٢) (٦/ ٣٥٢). وانظر «تهذيب التهذيب» (٤/ ٦٢).

16 / 375

وقد روى أبو داود (^١) وغيره من طريق أبي الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يحدِّث عن مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة: هل صلَّيتَ مع رسول الله ﵌ صلاة الخوف؟ قال أبو هريرة: نعم، فقال مروان: متى؟ قال أبو هريرة: عامَ غزوة [نجد] (^٢)، قام رسول ﵌ إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابلَ العدو وظهورُهم إلى [القبلة، فكبر رسول الله ﵌ فكبروا جميعًا: الذين معه والذين مقابلي العدو، ثم ركع رسول الله ﵌ ركعة واحدة، وركعت الطائفة التي معه]، ثم سجد فسجدت الطائفة التي تليها، والآخرون قيامٌ مقابلي العدو، ثم قام رسول الله ﵌، [وقامت] الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدو فقابلوهم. وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو [فركعوا وسجدوا ورسول الله]﵌ قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول الله ﵌ ركعة أخرى وركعوا [معه]، وسجد وسجدوا معه. ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا ورسول الله ﵌ قاعدٌ ومن معه، ثم كان السلام، فسلَّم رسول الله ﵌[وسلَّموا جميعًا، فكان لرسول الله ﵌] ركعتين (^٣)، ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة». وعلَّق البخاري في غزوة ذات الرقاع في «الصحيح» (^٤) طرفًا منه. وهذه الصفة يمكن موافقتها للصفة التي رواها سعيد بن عبيد عن ابن

(^١) رقم (١٢٤٠). (^٢) مخروم في الأصل، وكذا ما يأتي بين المعكوفتين فيما بعد، واستدركتها من سنن أبي داود. (^٣) كذا كتبها المؤلف. والجادة ورواية السنن: «ركعتان» بالرفع. (^٤) رقم (٤١٣٧).

16 / 376

شقيق عن أبي هريرة، كما مرَّ. فإن كانت قصة واحدة فهي مخالفة للصفة التي في حديث مجاهد عن ابن عباس. وفي «فتح الباري» (^١) أن الواقدي روى بسنده إلى خالد بن الوليد قال: «لما خرج النبي ﵌ إلى الحديبية [لقيتُه] (^٢) بعُسْفان، فوقفتُ بإزائه، وتعرَّضتُ له، فصلَّى بأصحابه الظهر، فهممنا أن نُغِيرَ عليهم فلم يعزم لنا، فأطلعَ الله نبيَّه على ذلك، فصلَّى بأصحابه العصرَ صلاةَ الخوف» الحديث. أقول: والواقدي لا يُفرح به.

(^١) (٧/ ٤٢٣). (^٢) مخروم في الأصل، واستدركته من «الفتح».

16 / 377