الرد على من أجاز تهذيب اللحية

Hammoud bin Abdullah Al-Tuwaijri d. 1413 AH
26

الرد على من أجاز تهذيب اللحية

الرد على من أجاز تهذيب اللحية

Penerbit

مكتبة المعارف

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

ولكنه يعارض ما توهمه الكاتب من توسطهم في الطول. الوجه الثالث: أن يقال: إن النبي ﷺ لم ير أهل الكهف لا في حال رقدتهم، ولا حينما بعثهم الله من رقدتهم؛ لأنهم كانوا قبل زمان النبي ﷺ بدهر طويل. وإذا كان النبي ﷺ لم يرهم فمن أكبر الخطأ وأقبح ظنون السوء بالنبي ﷺ ما ألصقه به صاحب المقال السيئ، حيث زعم أنه ﷺ أصيب بالرعب من أهل الكهف، وأن صورة الرعب منهم قد بقيت في ذهنه فكان كلما رأى من هو كثّ اللحية تذكر شكل أهل الكهف، ولم يستطع صبرًا على ذلك، ولا يخفى ما في هذا القول الوخيم من الجراءة العظيمة على سيد البشر وصفوتهم. والله المسئول أن يقيض للكاتب الجاهل ولأمثاله الذين لا يحترمون النبي ﷺ ولا يوقرونه، من ينفذ فيهم الحكم الشرعي الذي يجب اتباعه في كل من تنقص النبي ﷺ أو عابه، وقد قال ابن كثير في «البداية والنهاية» في الكلام على قول الله تعالى مخبرًا عن أهل الكهف: ﴿لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا﴾ أي لما عليهم من المهابة والجلالة في أمرهم الذي صاروا إليه، ولعل الخطاب ههنا لجنس الإنسان المخاطب لا بخصوصية الرسول ﷺ كقوله: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾ أي أيها الإنسان، وذلك لأن طبيعة

1 / 27