118

Refutation of Al-Darimi against Al-Marisi - Edited by Al-Shawami

نقض الدارمي على المريسي - ت الشوامي

Penyiasat

أَبوُ عَاصِم الشَّوَامِيُّ الأَثرِي

Penerbit

المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Lokasi Penerbit

القاهرة - مصر

Genre-genre

وَادَّعَيْتَ أَيُّهَا المَرِيسِيُّ فِي قَوْلِ الله تَعَالَى ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ﴾ [الأنعام: ١٥٨]، وَفِي قَوْلِهِ: ﴿يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾ [البقرة: ٢١٠]. فَادَّعَيْتَ أَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْهُ بِإِتْيَانٍ؛ لِما أَنَّهُ غَيْرُ مُتَحَرِكٍّ عنْدك، وَلَكِنْ يَأْتِي بالقِيَامَةِ (١) بِزَعْمِكَ، وَقَوْلُهُ: ﴿يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾ [البقرة: ٢١٠]، يَأْتِي اللهُ بِأَمْرِهِ في ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ (٢)، وَلَا يَأْتِي هُوَ بِنَفْسِهِ.
ثُمَّ زَعَمْتَ أَنَّ مَعْنَاهُ كَمَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ﴾ [النحل: ٢٦]، وَ﴿فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾ [الحشر: ٢].
فيُقَالُ لِهَذَا المَرِيسِيُّ: قَاتَلَكَ اللهُ! مَا أَجْرَأَكَ عَلَى اللهِ وَعَلَى كِتَابِهِ بِلَا عِلْمٍ وَلَا بَصَرٍ!
أَنْبَأَكَ الله أَنَّهُ إِتْيَانٌ، وَتَقُولُ لَيْسَ إتيانا، إِنَّمَا هُوَ قَوْلُهُ: ﴿فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ﴾ [النحل: ٢٦].
لقد مَيَّزْتَ بَيْنَ مَا جَمَعَ اللهُ، وَجَمَعْتَ بَيْنَ مَا مَيَّزَ اللهُ، وَلَا يَجْمَعُ بَيْنَ هذَيْن في التَّأْوِيلِ إِلَّا كُلُّ جَاهِلٍ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ لِأَنَّ تأويلَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَقْرُونٌ بِهِ فِي سِيَاقِ القِرَاءَةِ، لَا يَجْهَلُهُ إِلَّا مِثْلُكَ.
وَقَدِ اتَّفَقَتِ الكَلِمَةُ مِنَ المُسْلِمِينَ أَنَّ الله تَعَالَى فَوْقَ عَرْشِهِ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ، وَأَنَّهُ لَا يَنْزِلُ قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ لِعُقُوبَةِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَلَمْ يَشُكُّوا أَنَّهُ يَنْزِلُ يَوْم القِيَامَة ليفصل بَيْنَ عِبَادِهِ، وَيُحَاسِبَهُمْ وَيُثِيبَهُمْ، وَتَشَّقَقُ السَّمَاوَاتُ يَوْمَئِذٍ لِنُزُولِهِ،

(١) قوله: «يأتي بالقيامة» في الأصل «يأتي يوم القيامة» والمثبت من درء تعارض العقل والنقل (٢/ ٦٧)، و«س».
(٢) قوله: «يأتي الله بأمره في ظلل من الغمام» سقطت من الأصل وأثبته من درء تعارض العقل والنقل (٢/ ٦٧)، و«س».

1 / 120