وإذا دققنا نجد أن قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (٩٩) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (١٠٠)﴾ (^١)، يستدل به على تحقق رؤيا يوسف ﵇ لا تعبيرًا لرؤياه، فهناك فرق بين تعبير الرؤيا وبين تحقق الرؤيا، ويدل على ذلك عدة أمور منها:
١ - أن يوسف ﵇ لما قال ﴿هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ﴾ لم يقلها ﵇ إلا بعد تحقق رؤياه (بمعنى أن الموقف هنا تحقق للرؤيا التي رآها) مع العلم أنه كانت هناك بوادر في تحقق رؤياه عندما عبر رؤيا السجينين ورؤيا الملك؛ فقد جاء أن يعقوب ﵇ بشره بأنه سيكون معبرًا بحسب أقوال بعض المفسرين، لماذا لم يتذكر في هذا الموقف تعبير يعقوب ﵇ وتبشيره؟ !