25

Reflecting and Considering the Verses of Eclipses, Earthquakes, and Hurricanes

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

Penerbit

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

الكسوف سببًا لذلك، ولهذا أمر النبي ﷺ عند الكسوف بالفزع إلى ذكر الله والصلاة والعتاقة والصدقة والصيام، لأن هذه الأشياء تدفع مُوجب الكسف الذي جعله الله سببًا لما جعله، فلولا انعقاد سبب التخويف لما أمر بدفع مُوجبه بهذه العبادات، ولله تعالى في أيام دهره أوقات يُحدث فيها ما يشاء من البلاء والنعماء ويقضي من الأسباب ما يدفع مُوجب تلك الأسباب لمن قام به أو يُقلله أو يُخففه؛ فمن فزِع إلى تلك الأسباب أو بعضها اندفع عنه الشر الذي جعل الله الكسوف سببًا له أو بعضه. ولهذا قَلَّ ما تسلم أطراف الأرض حيث يخفى الإيمان وما جاءت به الرسل من شرٍّ عظيم يحصل بسبب الكسوف، وتسلم منه الأماكن التي يظهر فيها نور النبوة والقيام بما جاءت به الرسل، أو يقلّ فيها جدًا. ولَمَّا كَسَفت الشمسُ على عهد النبي ﷺ قام فزعًا مسرعًا يجرّ رداءه ونادى في الناس " الصلاة جامعة " (١)؛ وخطبهم بتلك الخطبة البليغة وأخبر أنه لم يَرَ كَيَوْمه ذلك في الخير والشر وأمرهم عند حصول مثل تلك الحالة بالعتاقة والصدقة والصلاة والتوبة، فصلوات الله وسلامه على أعلم

(١) روى فقرة " يجر رداءه " البخاري برقم (٩٩٣) عن أبي بكرة ﵁، وروى فقرة " الصلاة جامعة " البخاري برقم (٩٩٨) ومسلم برقم (٩٠١) عن عائشة ﵂.

1 / 25