178

Reasons for the Torment of the Grave

من أسباب عذاب القبر

Genre-genre

زيادة المال زيادة في التعب والقلق أحد الأثرياء وأنا في الرياض يقص لي حالته يوم كان بسيطًا وفي بداية تجارته وحالته الآن أنه من أثرى أثرياء المملكة، وكنت في بيته معزومًا عنده، والمجلس ممتلئ بالضيوف فنحن في وليمة كبيرة أعدها لي جزاه الله خيرًا، وقلت له: أسألك بالله أي الحالتين أفضل عندك الآن أو سابقًا؟ قال: والله تلك الحالة أحسن من الآن إنها كلمة تأتي من إنسان يعرفها. قلت: اسمعوا يا جماعة! قلت: لماذا طيب؟ قال: حاجة الإنسان مبنية على أربعة أشياء: على أكل ولبس وزوجة وسكن، يقول: هذه متوفرة لكل شخص، يقول: وما فوق هذا تعب، فوق هذا أرقام، فقط جمع نقود، وماذا يفعل الشخص يفصل له ثوب سعره خمسمائة، و، إذا أراد بعضهم أن يفصل له ثوبًا، يطبخ له ورق ويأكل؟ يسكن بيتًا من ورق أبو مائة أو ذهب؟ لا سيسكن كما يسكن الفقير، وسيأكل كما يأكل الفقير، وسيلبس كما يلبس الفقير، وسيتمتع وينكح كما ينكح الفقير، بل الفقير يتمتع بهذه أكثر من الغني، بعض الأغنياء طعامه حبوب، بعض الأغنياء ممنوع من كل شيء، كل شحمًا قال: ممنوع، عندي حساسية، كل أرزًا؟ قال: ممنوع عندي سكر، كل فاكهة؟ قال: ممنوع عندي حموضة، فماذا تأكل؟ قال: والله ما غير فنجال حليب أو كسرة عيش، وأمواله ماذا يفعل بها؟! بينما تعال عند الفقير، يلحق لك الصحن من طرفه إلى طرفه ولا عنده لا حساسية ولا حموضة ولا شيء، هذا أحسن من هذا والله. كذلك بعض التجار والأثرياء مع زوجاتهم، زوجته في عذاب معه، لا تعرفه ولا يعرفها؛ لأنه مشغول بالأموال، النهار يطلب والليل يحاسب.

6 / 21