178

Reaching the Truth of Intercession

التوصل إلى حقيقة التوسل

Penerbit

دار لبنان للطباعة والنشر

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

الحق بارك الله فيكم فما دمتم تعلمون أن كل هذه المكانة والحرمة متأتية له من سعيه ومتأكدون أن سعيه له وليس لكم فيه من حق ... فكيف إذًا تتوسلون إلى الله بجاهٍ لا تملكونه وحرمة ليس لكم فيها أية علاقة ومكانة اختصه الله بها وليس لكم منها مثقال ذرة ...؟ والله ﷾ قرر في كتابه العزيز: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى /٤١/) النجم. إذًا فالذي ليس من سعيكم ليس لكم فيه من نصيب ... فتوسلكم بجاهه أو بحرمته أو منزلته مخالف لما قال سبحانه في الآية المتقدمة وليس لكم أن تفعلوا ذلك. وبناء على ما تقدم فإن كل توسل إلى الله ربما لم يشرع ... غير مقبول ومردود ... لأنه ليس مطابقًا لما أمر وشرع هذا عدا عن أن مخالفة أمر الله يترتب عليها عقاب لأن مخالفة أمر الله ذنب ولكل ذنب عقاب. فما رأيكم بعمل تعملونه ... وتظنون أنه قربى إلى الله وفي الواقع ليس هو قربى ... بل ذنب يستحق أن تتوبوا منه أو تعاقبوا عليه ... فلا أنتم منه تتوبون أو تستغفرون ولا أنتم عنه راجعون فتكررون الذنب ولا تستغفرون ويتراكم ولا تشعرون وتحسبون أنكم بعملكم هذا تحسنون صنعًا .. !!! وهكذا ... فإن الشيطان زين لكم عملكم وحسنه في نظركم فظننتموه. سنًا فأطعتم الشيطان ... ! وعصيتم الرحمن!!! ولكن بعد أن وضح الحق ... هل أنتم منتهون؟ وإذا كان هناك رجال صالحون قبضهم الله إليه ومضوا إلى ما عملو من خير وصلاح ... فهم - إن شاء الله - في بحبوحة من رحمة الله ومغفرته ورحاب فسيحة من رضاه وعفوه وكرمه، فليس لأحد أن يتوسل إلى الله بصلاحهم ... لأن صلاحهم من سعيهم لا من سعي المتوسلين بهم. قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ﵀: (ليس لأحد أن يدل على الله بصلاح سلفه فإنه ليس صلاحهم من عمله

1 / 189