رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم
رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم
Genre-genre
ففى الآيتين ﴿والله يعصمك من الناس﴾ و﴿إنا كفيناك المستهزءين﴾ خطاب من رب العزة لنبيه ومصطفاه ﷺ بالعصمة من الناس. فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال فى قوله تعالى: ﴿إنا كفيناك المستهزءين﴾ قال: "المستهزءين: الوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب أبو زمعة من بنى أسد بنى عبد العزى، والحارث بن غيطل السهمى، والعاص بن وائل السهمى. فأتاه جبريل – ﵇ فشكاهم إليه رسول الله ﷺ، فأراه أبا عمرو الوليد بن المغيرة، فأومأ جبريل إلى أبجله (١) فقال: ما صنعت شيئًا، فقال: كفيتكه، ثم أراه الحارث بن غيطل السهمى، فأومأ إلى بطنه، فقال: ما صنعت شيئًا، فقال: كفيتكه، ثم أراه العاص بن وائل السهمى، فأومأ إلى أخمصه (٢)، فقال: ما صنعت شيئًا، فقال: كفيتكه، فأما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة، وهو يرش نبلًا له (٣) فأصاب أبجله فقطعها، وأما الأسود بن المطلب فعمى، فمنهم من يقول: عمى كذا، ومنهم من يقول: نزل تحت شجرة، فجعل يقول: يا بنى لا تدفعون عنى، قد هلكت أطعن بشوك فى عينى، فجعلوا يقولون: ما نرى شيئًا، فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه، وأما الأسود بن عبد يغوث، فخرج فى رأسه قروح فمات منها، وأما الحارث بن غيطل، فأخذه الماء الأصفر فى بطنه حتى خرج خرؤه (٤) مِنْ فِيه، فمات منها، وأما العاص بن وائل فبينما هو كذلك
(١) الأبجل: عرق فى باطن الذراع، وقيل: هو عرق غليظ فى الرجل فيما بين العصب والعظم. ينظر: النهاية فى غريب الحديث ١/٩٨.
(٢) الأخمص من القدم: الموضع الذى لا يلصق بالأرض منها عند الوطء. المصدر السابق ٢/٧٦.
(٣) النبل: السهام العربية، والمراد أن الرجل الخزاعى يرمى بسهام له للتدريب على الرمى. ينظر: النهاية فى غريب الحديث ٥/ ٨، ٩.
(٤) الخراءة بفتح الخاء وكسرها: هو التخلى والقعود للحاجة. النهاية فى غريب الحديث ٢/١٧.
1 / 146