رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

Emad El-Din Mohamed Esmail El-Sharbeny d. Unknown
100

رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

Genre-genre

هذا ولا يعنى قول زيد بن حارثة: "فما رؤى النبى ﷺ بعد ذلك أكل شيئًا مما ذبح على النصب" أنه ﷺ قبل ذلك كان يأكل مما ذبح لصنم! كلا! وحاشاه ﷺ من ذلك، ويؤكده ما جاء فى نفس الرواية السابقة من حديث زيد بن حارثة قال: "وكان صنمًا من نحاس يقال له أساف أو نائلة يتمسح به المشركون إذا طافوا، فطاف رسول الله ﷺ وطفت معه، فلما مررت مسحت به، فقال رسول الله ﷺ: "لا تمسه" قال زيد: فطفنا. فقلت فى نفسى لأمسنه حتى أنظر ما يقول، فمسحته! فقال رسول الله ﷺ: "ألم تنه؟ " (١) . فكيف يعقل إذن أن ينهى رسول الله ﷺ عن استلام الأصنام ثم يذبح لها؟! (٢) . أما ما يستشكل من قول زيد بن عمرو: "إنى لا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه" وهو ما يعنى أنه علم أن الشاة المذبوحة، إنما ذبحت على النصب الذى هو من آلات الذبح، ولم تذبح لصنم، ولكنه مع ذلك امتنع عن الأكل منها، لأنها لم يذكر عليها اسم الله ﷿، وهو ما يعنى أن رسول الله ﷺ كان أولى بهذه الفضيلة من زيد بن عمرو. فالجواب: أنه ليس فى الحديث أنه ﷺ أكل منها، وعلى تقدير أن يكون أكل، فزيد إنما كان يفعل ذلك برأى يراه، لا بشرع بلغه، ولاسيما وزيد يصرح عن نفسه بأنه لم يتبع أحدًا من أهل الكتابين (٣) .

(١) يراجع: تخريج رواية الحاكم السابقة. (٢) سيأتى بعد قليل: بيان المراد مما يفيد ظاهره عكس عصمته من استلام الأصنام. (٣) ينظر فى ذلك ما أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب مناقب الأنصار، باب حديث زيد بن عمرو ٧/١٧٦ رقم ٣٨٢٧.

1 / 100